دال ميديا: تتزايد ظاهرة إنشاء أكاديميات كرة القدم للأطفال في السويد، حيث تسعى الأندية إلى استقطاب المواهب الشابة في سن مبكرة، لكن هذه الظاهرة تثير جدلًا واسعًا بين الخبراء. فبينما يرى البعض أنها استثمار ضروري لتطوير اللاعبين، يحذر آخرون من تأثيرها السلبي على تنوع الأنشطة الرياضية للأطفال وزيادة الضغط عليهم في سن صغيرة.
انتشار الأكاديميات.. بداية من سن العاشرة!
نادي AIK، أحد أندية القمة في السويد، قرر خفض الحد الأدنى للالتحاق بأكاديميته من 13 عامًا إلى 10 سنوات، مما أثار موجة من ردود الفعل بين الأندية الأخرى، خاصة الأصغر حجمًا. وأعلنت أندية مثل هيسيلبي، الذي يلعب في الدرجة السادسة، عن خطط لإنشاء أكاديمية خاصة بها لمنع فقدان المواهب لصالح الأندية الكبرى.
لكن هذه الخطوة لم تحظَ بالإجماع، حيث يرى البعض أن الأكاديميات قد لا تكون الطريقة المثلى لتطوير اللاعبين، بل قد تأتي بنتائج عكسية.
“أكاديمية الحلم” أم طريق محفوف بالمخاطر؟
الصحفي الرياضي باتريك برينينغ، الذي تابع الجدل حول الأكاديميات لسنوات، يقول إن البحث العلمي يُظهر صورة مختلفة عن الفكرة الشائعة بأن التدريب المبكر يضمن النجاح.
– “ما يبدو منطقيًا ليس بالضرورة صحيحًا. فالتخصص المبكر في رياضة واحدة يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق والإصابات، ويزيد من احتمالية توقف الأطفال عن ممارسة الرياضة تمامًا.”
– تشير الدراسات إلى أن التنوع في الرياضات خلال الطفولة يمنح الأطفال قاعدة قوية تؤهلهم ليكونوا رياضيين متميزين في المستقبل. وعلى العكس، فإن التركيز المفرط على كرة القدم منذ سن صغيرة قد يؤدي إلى فقدان الشغف والإصابة المبكرة.
تنافس غير صحي بين الرياضات
لا تؤثر هذه الظاهرة على كرة القدم فقط، بل تخلق ضغطًا على الرياضات الأخرى، حيث بدأت بعض الأندية في تغيير برامجها لاستقطاب الأطفال خوفًا من أن تبدو “أقل احترافية” مقارنة بأكاديميات كرة القدم.
– “نحن الآن في سباق على الأطفال بين مختلف الرياضات، وهذا لا يؤدي إلى المزيد من الرياضيين المحترفين، بل إلى إرهاقهم في سن مبكرة.” – يقول برينينغ.
ما الحل؟
يرى الخبراء أن الحل يكمن في التوازن بين توفير بيئة تدريبية جيدة للأطفال دون الضغط عليهم لاختيار رياضة معينة في وقت مبكر جدًا. فالتنوع في الأنشطة الرياضية خلال الطفولة قد يكون أكثر فائدة من الانضمام إلى أكاديميات متخصصة في سن مبكرة.
– إلغاء فكرة “الكشف عن المواهب” في سن الثامنة أو العاشرة قد يكون الخطوة الأولى نحو تطوير رياضيين مستقبليين بطريقة صحية.
في ظل انتشار ما يسميه الخبراء “هوس الأكاديميات”، يبقى السؤال: هل نساعد الأطفال فعلاً على تحقيق أحلامهم، أم أننا نحول الرياضة إلى ضغط إضافي عليهم؟
المصدر: tv4