في تصعيد خطير على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، نفذ حزب الله هجومًا واسعًا على مواقع إسرائيلية صباح الأحد، مستهدفًا عددًا من القواعد العسكرية في شمال إسرائيل والجولان السوري المحتل. هذا الهجوم جاء ردًا على اغتيال القيادي في حزب الله، فؤاد شكر، أواخر يوليو الماضي. العملية، التي استمرت لساعات، كانت الأعنف منذ بدء المواجهات بين الجانبين في أكتوبر الماضي، ووصفت بأنها أكبر تصعيد بين الطرفين منذ حرب 2006، بحسب وسائل إعلام غربية منها صحيفة “نيويورك تايمز”.
تفاصيل الهجوم
بحسب مصادر إعلامية لبنانية وإسرائيلية، بدأ التصعيد عندما نفذت إسرائيل غارات جوية في وقت مبكر من صباح الأحد على مواقع في جنوب لبنان، في ما وصفته بعملية استباقية لإحباط هجوم كبير كان حزب الله يخطط له. وأعلنت إسرائيل عن تنفيذ أكثر من 40 ضربة جوية استهدفت مواقع صواريخ ومنصات إطلاق كانت موجهة نحو تل أبيب ومدن إسرائيلية أخرى.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه أطلق أكثر من 320 صاروخ كاتيوشا على مواقع وثكنات عسكرية إسرائيلية في الشمال والجولان، مستهدفًا 11 قاعدة عسكرية. وشملت المواقع المستهدفة قواعد “ميرون” و”زعتون” و”السهل”، بالإضافة إلى مرابض “نافي زيف” و”الزاعورة”، وثكنات “كيلع” و”يو أف” في الجولان السوري المحتل، وقواعد “نفح” و”يردن” وقاعدة “عين زي تيم” وثكنة “راموت نفتالي”. ووفقًا لحزب الله، فإن العملية جاءت في إطار “المرحلة الأولى” من الرد على اغتيال شكر.
ردود الفعل الإسرائيلية
إسرائيل ردت على هجمات حزب الله بضربات جوية إضافية، استخدمت فيها أكثر من 100 طائرة حربية، مستهدفة مناطق متعددة في جنوب لبنان. ووفقًا للجيش الإسرائيلي، تم تدمير آلاف منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله، فيما أكدت إسرائيل أن الهجوم الذي تم إحباطه كان يستهدف مواقع استراتيجية داخل إسرائيل.
الأضرار والخسائر
في الجانب الإسرائيلي، تم الإبلاغ عن أضرار مادية فقط حتى الآن، حيث أصابت الصواريخ منزلاً في عكا ومزرعة دجاج في الشمال. لكن على الجانب اللبناني، كانت الأضرار جسيمة في البنية التحتية، خاصة في قرى الجنوب حيث تسببت الضربات الإسرائيلية في تدمير شبكات الكهرباء والمياه، فضلاً عن تدمير العديد من المباني والمرافق الحيوية.
خلفيات التصعيد وتداعياته
هذا التصعيد يأتي في وقت حساس جدًا على الساحة الإقليمية، حيث تسود المخاوف من توسع دائرة الصراع لتشمل أطرافًا أخرى مدعومة من إيران في سوريا والعراق واليمن. وتأتي هذه الأحداث أيضًا في ظل مفاوضات معقدة حول وقف إطلاق النار في غزة، ما يزيد من التعقيدات السياسية والعسكرية في المنطقة.
المحللون يعتبرون أن هذه الاشتباكات قد تكون مقدمة لمواجهة أوسع بين حزب الله وإسرائيل، في ظل استمرار التوترات الإقليمية وتصاعد التحذيرات الدولية من خطر اندلاع حرب شاملة في المنطقة. الولايات المتحدة ودول غربية أخرى أعربت عن قلقها من هذا التصعيد، ودعت إلى ضبط النفس والعمل على تجنب انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
وكالات