ألقى ثروته في القمامة.. رجل يعرض شراء مكب نفايات للعثور على مئات الملايين من الجنيهات المفقود!

الكنز المفقود. Illustrator: Gwen P; Source: Shutterstock

دال ميديا: في واحدة من أغرب القصص المتعلقة بالعملات الرقمية، يواصل المهندس البريطاني جيمس هاولز معركته التي استمرت أكثر من عقد لاستعادة قرص صلب يحتوي على ثروة ضخمة من عملات البيتكوين المفقودة، والتي تقدر قيمتها بنحو 600 مليون جنيه إسترليني. الرجل مقتنع بأن القرص الصلب مدفون في مكب نفايات تديره البلدية في جنوب ويلز، لكنه يواجه عراقيل قانونية وإدارية تعرقل جهوده في العثور عليه.

كيف ضاعت الثروة الرقمية؟

بدأت هذه القصة الغريبة في عام 2013، عندما كان جيمس هاولز، البالغ من العمر 39 عامًا، ينظف مكتبه. وضع القرص الصلب الذي يحتوي على مفاتيح الوصول لمحفظته الرقمية في حقيبة سوداء، لكنه لم يدرك حينها خطورة الموقف. المفاجأة كانت عندما قامت شريكته آنذاك برمي الحقيبة بالخطأ في مكب النفايات، لتضيع معها ثروة هاولز الرقمية إلى الأبد – أو هكذا كان يُعتقد.

منذ ذلك الحين، لم تتوقف محاولاته لاستعادة القرص الصلب، حيث تقدم بطلبات رسمية إلى البلدية للسماح له بالحفر في مكب النفايات والبحث عن القرص الضائع، بل وعرض تقاسم جزء من ثروته مع السلطات المحلية، لكن جميع محاولاته قوبلت بالرفض القاطع.

مكب النفايات يصبح عقبة قانونية أمامه

تصر بلدية نيوبورت في ويلز على أن مكب النفايات ملك عام، وأن أي شيء داخله يعتبر ملكية تابعة للبلدية، وبالتالي لا يحق لهاولز البحث عن ممتلكاته هناك. ولم يقتصر الأمر على رفض السماح له بالحفر، بل قضت المحكمة مؤخرًا برفض دعوى قضائية رفعها ضد البلدية، مما جعله يستنفد جميع الحلول القانونية المتاحة.

يقول هاولز، في تصريحات للـ BBC:
“لا يتعلق الأمر بالجشع، فأنا مستعد لمشاركة الأرباح، لكن لا أحد في موقع السلطة يريد إجراء محادثة منطقية معي.”

فرصة أخيرة.. شراء المكب بالكامل!

بعد فشل كل محاولاته، جاءت الصدمة الكبرى لهاولز عندما علم أن السلطات تخطط لإغلاق مكب النفايات وتحويله إلى محطة للطاقة الشمسية، مما يعني أن فرصته في العثور على القرص الصلب قد تتلاشى تمامًا.

علق على هذا التطور قائلًا:
“لقد زعموا سابقًا أن إغلاق المكب من أجل التنقيب سيؤثر سلبًا على سكان نيوبورت، لكنهم الآن يخططون لإغلاقه بأنفسهم. إنه أمر متناقض تمامًا.”

ومع تزايد العقبات أمامه، توصل هاولز إلى فكرة جريئة قد تكون خياره الأخير لإنقاذ ثروته – وهي شراء مكب النفايات بالكامل، والذي يضم حوالي 1.4 مليون طن من النفايات.

يقول في حديثه لصحيفة The Guardian:
“إذا كانت البلدية مستعدة لبيعه، فأنا مهتم بشرائه في حالته الحالية. لقد ناقشت هذا الخيار مع بعض المستثمرين المحتملين، وهو بالفعل خيار مطروح على الطاولة.”

هل سينجح في استعادة ثروته؟

لا تزال هذه القضية تثير اهتمامًا عالميًا، إذ يتابع المهتمون بسوق العملات الرقمية كيف ستنتهي مغامرة هاولز، وهل سيتمكن من إقناع البلدية ببيعه المكب، أو على الأقل السماح له بالحفر للبحث عن قرصه الصلب.

بينما يرى البعض أن فكرته غير عملية، يرى آخرون أنها قد تكون صفقة رابحة للجميع، خاصة إذا تمكن من استعادة ثروته وتقاسمها مع السلطات المحلية أو المستثمرين الذين سيدعمونه في خطته.

تبقى الأيام القادمة حاسمة في هذا الملف، فإما أن يتمكن جيمس هاولز من تحقيق حلمه والعثور على كنزه الرقمي المدفون، أو أن تتحول قضيته إلى عبرة في عالم العملات المشفرة حول أهمية تأمين المفاتيح الرقمية وعدم إلقائها في القمامة عن طريق الخطأ.

المزيد من المواضيع