دال ميديا: شهدت مدارس السويد في الآونة الأخيرة ظاهرة جديدة أثارت قلق المعلمين، حيث بدأ بعض أولياء الأمور باصطحاب محامي العائلة إلى اجتماعات التطوير المدرسي utvecklingssamtal. هذه الظاهرة أصبحت منتشرة في المدارس الخاصة الواقعة في المناطق الراقية، وكذلك في المدارس الحكومية بالمناطق الاجتماعية الصعبة. ويعرب المعلمون عن قلقهم المتزايد حيال تأثير هذه الظاهرة على البيئة التعليمية.
محامون في الاجتماعات المدرسية: تدخلات تهدد استقلالية المعلمين
تقول بريت ماري سيلين، رئيسة نقابة المعلمين في ستوكهولم، إن وجود المحامين في هذه الاجتماعات يشعر المعلمين بالتهديد، حيث يظهر المحامون أحيانًا دون إخطار مسبق، ويتدخلون في قضايا تتعلق بتقييمات الطلاب أو حتى أداء المعلمين في الاختبارات.
وأضافت: “غالبًا ما يكون الهدف من وجود المحامي هو التشكيك في الدرجات التي يمنحها المعلمون أو في طريقة تقييمهم للطلاب، وهو أمر يجعل المعلمين يشعرون بالضغط والتوتر”.
ضغط متزايد من أولياء الأمور
وفقًا لدراسة أجرتها نقابة المعلمين السويدية، أشار أكثر من نصف المعلمين إلى أنهم تعرضوا لضغوط غير معقولة من أولياء الأمور خلال العام الماضي. وتشمل هذه الضغوط مطالب بتكييف التعليم ليناسب احتياجات أطفالهم، أو تقديم دعم إضافي، أو رفع الدرجات بشكل غير مبرر.
كما ذكرت الدراسة أن بعض أولياء الأمور يهددون باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لانتقاد المعلمين أو التهديد بالإبلاغ للجهات المختصة مثل هيئة التفتيش المدرسية.
تأثير سلبي على بيئة العمل والتعليم
تشير بريت ماري سيلين إلى أن هذه الضغوط المتزايدة تؤثر بشكل كبير على بيئة العمل للمعلمين، وتجعل من الصعب التركيز على التدريس. كما أعربت عن قلقها من تأثير هذه الظاهرة على جذب كوادر تعليمية جديدة إلى المهنة.
وقالت: “إذا استمرت هذه الظاهرة، سيكون من الصعب جدًا توظيف معلمين جدد، حيث يتم التشكيك في قراراتهم بشكل دائم، مما يقلل من قدرتهم على أداء عملهم بكفاءة”.
الحاجة إلى حلول واضحة
في ظل هذه التطورات، تطالب نقابة المعلمين باتخاذ إجراءات لحماية المعلمين من هذه الضغوط، وتوضيح حدود تدخل أولياء الأمور في العملية التعليمية. كما تسلط الضوء على أهمية توفير دعم أفضل للمعلمين لضمان استقرار البيئة التعليمية.
هذه الظاهرة الجديدة تمثل تحديًا متزايدًا للنظام التعليمي في السويد، ويبدو أن التعامل معها يتطلب جهودًا مشتركة من المعلمين والإدارة المدرسية وصانعي القرار لضمان بيئة تعليمية آمنة ومستقرة للجميع.
المصدر: tv4