أي مرشح يخدم مصالح العرب بشكل عام و بالأخص الأمريكيين منهم؟ نظرة معمقة على هاريس و ترامب مع اقتراب يوم الحسم

الانتخابات الأمريكية. Scott Olson / Brandon Bell / Getty Images

مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تتزايد التساؤلات حول مدى تأثير نتائج الانتخابات على العرب الأمريكيين، خاصة في ضوء قضايا مهمة كالحرب في غزة، والعلاقات الأمريكية-العربية، والسياسات المحلية التي تخص العرب والمسلمين في أمريكا. المرشحان الرئيسيان، نائبة الرئيس كامالا هاريس والرئيس السابق دونالد ترامب، يحملان رؤى وبرامج انتخابية قد تؤثر على الجالية العربية بشكل كبير، سواء داخليًا أو في السياسة الخارجية. إليك تقرير مفصل حول مواقف المرشحين واهتمامات الناخبين العرب الأمريكيين.

1. التوجهات العامة للجالية العربية الأمريكية

وفقًا لاستطلاعات عدة، يشعر العديد من العرب الأمريكيين بالإحباط تجاه كلا المرشحين، وذلك لعدة أسباب تتعلق أساسًا بالمواقف الخارجية للولايات المتحدة، وخاصةً ما يحدث في غزة. على الرغم من أن الجالية العربية لطالما كانت داعمة للحزب الديمقراطي في السابق، فإن العديد منهم يعيدون تقييم مواقفهم، ويركزون بشكل أساسي على كيفية تعاطي الولايات المتحدة مع الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية. تشير الاستطلاعات إلى أن أكثر من 26% من الناخبين العرب الأمريكيين يعتبرون أن الوضع في غزة من أولوياتهم، وهي نسبة تعكس مدى أهمية هذه القضية لدى الجالية العربية​، وفقا لموقع المونيتور.

2. كامالا هاريس وبرنامجها الانتخابي

كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي جو بايدن، تمثل استمرارية للسياسة الخارجية الحالية التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، والتي تعتمد على دعم طويل الأمد لإسرائيل. ومع ذلك، تواجه انتقادات من الجالية العربية بسبب عدم اتخاذ مواقف أكثر حزمًا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. على الرغم من أن هاريس لم تدلي بتصريحات قوية تدعو لوقف إطلاق النار أو تخفيف المساعدات العسكرية لإسرائيل، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أكثر من نصف الناخبين العرب الأمريكيين سيكونون أكثر استعدادًا لدعمها إذا أظهرت مواقف صريحة حول هذه القضايا، مثل الدعوة لوقف إطلاق النار وتقديم مساعدات إنسانية​.

على الصعيد الداخلي، تركز هاريس على تحسين القضايا التي تمس الجالية العربية بشكل مباشر، مثل الرعاية الصحية والاقتصاد والهجرة، والتي تمثل أهمية خاصة للعائلات العربية التي تسعى للحصول على حقوق أفضل وأمان اجتماعي.

3. دونالد ترامب وبرنامجه الانتخابي

من جانب آخر، يأتي ترامب ببرنامج انتخابي يميل بشكل رئيسي إلى سياسة خارجية صارمة وداعمة لإسرائيل، والتي أثارت الجدل بين العديد من العرب الأمريكيين. في فترة ولايته، اتخذ ترامب عدة قرارات، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والتي يعتبرها العديد من العرب موقفًا صارمًا ضد الفلسطينيين. وبالرغم من هذا، فإن البعض من الجالية يرى في ترامب مرشحًا يمثل الاستقرار والوضوح في السياسة الخارجية، خاصةً أولئك الذين يبحثون عن سياسة أمريكية تركز على المصالح الأمريكية فقط دون تدخلات خارجية​.

داخليًا، يعتمد ترامب على سياسات تعزز الاقتصاد الحر وتقليل الضرائب، وهو ما يجذب شريحة معينة من العرب الذين يعملون في قطاعات الأعمال. ومع ذلك، لا يزال حظر السفر الذي فرضه خلال ولايته، والذي أثر على دول ذات أغلبية مسلمة، يشكل عائقًا أمام دعمه بشكل واسع بين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة.

4. أفضلية المرشحين بالنسبة للقضايا العربية في المنطقة

في ضوء القضايا العربية ومصالح الدول العربية في الشرق الأوسط، يظهر تفاوت بين المرشحين الأساسيين، كامالا هاريس ودونالد ترامب، فيما يتعلق بتوجهاتهم وسياساتهم المتوقعة تجاه المنطقة. بينما تمثل هاريس استمرارية في سياسة الحزب الديمقراطي التي تركز على حل الدولتين ودعم الحلول الدبلوماسية، يُنظر إلى موقف ترامب كامتداد لسياساته السابقة الداعمة بقوة لإسرائيل. يعتبر العرب الأمريكيون موقف هاريس أكثر حيادية فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، رغم أنها لم تقدم تعهدات واضحة لدعم الفلسطينيين، في حين يُنظر إلى ترامب كمرشح يميل إلى دعم السياسات الإسرائيلية بشكل مطلق، خاصة في ضوء قراراته السابقة مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان.

5. المرشحة الثالثة وتأثيرها بين الناخبين العرب

فيما يخص المرشحة الثالثة، جيل ستاين من حزب الخضر، فقد لفتت الانتباه لدى بعض الناخبين العرب بفضل مواقفها الإيجابية تجاه الأزمة في غزة. عبرت ستاين علانية عن دعمها للحقوق الفلسطينية، ودعت إلى وقف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل، وهو ما أكسبها دعمًا من شريحة من العرب الأمريكيين الذين يشعرون بعدم تمثيل مرشحي الأحزاب الكبرى لمواقفهم السياسية والأخلاقية. ويرى بعض الناخبين في ترشيحها فرصة لتوجيه رسالة ضد السياسات الأمريكية التقليدية في الشرق الأوسط، معتبرين أنها تقدم مقاربة أكثر توازنًا وإنسانية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

6. التوجهات المستقبلية والتوقعات

يشير مراقبون إلى أن الجالية العربية قد تكون أقل حماسة للتصويت هذا العام مقارنةً بالانتخابات السابقة. وفقًا لاستطلاع أجراه “معهد العرب الأمريكي”، فإن نسبة كبيرة من العرب يشعرون بعدم تمثيل مصالحهم في سياسات المرشحين، وهو ما قد يدفعهم للتصويت لمرشحين من أحزاب أخرى أو حتى الامتناع عن التصويت في بعض الحالات.

المزيد من المواضيع