دال ميديا: أثار كارل-أوسكار بولين، وزير الدفاع المدني السويدي، جدلًا واسعًا بعد أن قام بمشاركة منشور على منصة X (تويتر سابقًا) يعود إلى الناشطة الكندية اليمينية المتطرفة لورين ساذرن، والتي يُعرف عنها دعمها لأفكار قومية متطرفة وعلاقاتها بشخصيات قريبة من الكرملين.
ورغم الانتقادات التي طالت الوزير بسبب ترويجه لمحتوى صادر عن شخصية متطرفة، إلا أنه دافع عن قراره خلال ظهوره في برنامج “30 دقيقة” مساء أمس، مؤكدًا أنه لا يرى أي إشكالية في مشاركة المنشور، حيث قال:
“التغريدة كانت تحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي وتقنيات التزييف العميق (Deepfakes) في تشويه الواقع. هذا هو الموضوع الذي كنت أريد تسليط الضوء عليه.”
وأضاف الوزير:
“أنا لم أقم بتأييد الشخص، بل أشرت فقط إلى القضية نفسها. لا أرى أن مشاركة هذا المنشور تعني منحها الشرعية.”
ارتباطات مشبوهة بروسيا ودعم شخصيات متطرفة
لورين ساذرن، التي استشهد الوزير بمنشورها، هي ناشطة قومية متطرفة سبق أن أشادت بـألكسندر دوغين، أحد أبرز المفكرين القوميين المتطرفين المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمعروف بدعواته لإبادة الأوكرانيين في إطار الحرب الروسية الأوكرانية.
بعد إعادة نشر بولين للمنشور، ظهرت معلومات جديدة تشير إلى احتمالية حصول ساذرن على تمويل من جهات روسية، مما زاد من الجدل حول قرار الوزير بعدم حذف المنشور من حسابه، على الرغم من هذه الاتهامات.
مقارنة مثيرة للجدل.. هل كان ليعيد نشر محتوى من منظمات متطرفة أخرى؟
أثناء المقابلة، واجهه المذيع أندرس هولمبيرغ بسؤال مباشر:
“هل من المقبول أن يعيد وزير سويدي نشر محتوى صادر عن شخصية متطرفة؟ ولو أن نفس المنشور صدر عن حركة نازية مثل NMR (الحركة النازية الشمالية) أو حركة حماس، هل كنت ستقوم بمشاركته أيضًا؟”
رد بولين على السؤال بقوله:
“هذا سؤال نظري إلى حد كبير، لكن المسألة تعتمد على السياق.”
ورغم محاولاته تفادي الإجابة بشكل مباشر، إلا أن تصريحاته أثارت مزيدًا من التساؤلات حول معايير اختيار المصادر التي يعتمدها في مشاركاته الرسمية.
تصاعد الضغوط على الوزير والحكومة السويدية
تأتي هذه القضية في وقت حساس سياسيًا، حيث تواجه الحكومة السويدية انتقادات متزايدة بسبب صعود الخطاب القومي والتطرف في المشهد العام. ويرى محللون أن إعادة نشر مثل هذه المنشورات قد يضر بمصداقية الحكومة، خاصة في ظل تزايد حملات التضليل الإعلامي المرتبطة بروسيا.
المصدر: svt