تستعد ولاية فلوريدا لمواجهة إعصار ميلتون، الذي يُتوقع أن يكون من بين أسوأ الأعاصير التي ضربت المنطقة خلال أكثر من قرن. يُصنف ميلتون حالياً كإعصار من الفئة الخامسة، وهي أقصى قوة على مقياس الأعاصير، حيث تتجه العاصفة شرقاً عبر خليج المكسيك بسرعة متزايدة، مما يهدد بتدمير المناطق الساحلية والتسبب في فيضانات واسعة النطاق.
منذ صباح اليوم، بدأ سكان مدينة تامبا والمدن المحيطة بالفرار، وشهدت الطرقات ازدحاماً كبيراً مع سعي الأهالي للابتعاد عن المسار المتوقع للإعصار. ذكر مراسل قناة TV4، توماس كفارنكولن، أن سكان فلوريدا يواجهون صعوبات في الحصول على الوقود، مع تزايد الطلب على الإمدادات وندرة الوقود في محطات التزويد. وأوضح كفارنكولن: “التحذيرات قوية والمناشدات واضحة، السلطات تطالب السكان بعدم المجازفة وترك منازلهم فوراً”.
إعلان الطوارئ واستعدادات فيدرالية
الرئيس الأمريكي جو بايدن أصدر إعلانًا لحالة الطوارئ، مما يتيح للحكومة الفيدرالية تقديم المساعدات العاجلة لدعم الجهود المحلية في التصدي للأضرار المحتملة. تأتي هذه الخطوة في ظل الضغوط الكبيرة التي تتعرض لها فرق الإنقاذ، خاصة بعد تعرض الولاية مؤخرًا لإعصار هيلين من الفئة الرابعة، ما يجعل من إعصار ميلتون تحديًا إضافيًا يعزز من معاناة السكان وجهود الطوارئ.
نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، وجهت رسالة تحذيرية، قائلة: “أعرف أن العديد من السكان قد مروا بتجارب مع أعاصير سابقة، ولكن هذا الإعصار مختلف وأكثر خطورة. أتمنى من الجميع الاستماع إلى تعليمات السلطات ومغادرة المناطق المهددة فورًا. نحن هنا لدعمكم، ولكن يجب أن تتخذوا الإجراءات اللازمة لحماية أنفسكم وعائلاتكم”.
الضغط على فرق الإنقاذ والإغاثة
يؤكد الخبراء أن إعصار ميلتون قد يتسبب في كارثة كبرى، خاصة وأن فلوريدا لم تتعافَ بعد من آثار إعصار هيلين السابق. ويضيف كفارنكولن: “ما يجعل الوضع أكثر تعقيدًا هو أن المنطقة لم تحصل على فرصة كافية للتعافي قبل أن تضربها كارثة جديدة. هذا يشكل ضغطًا هائلًا على فرق الإنقاذ وموارد الإغاثة التي لم تنتهِ من عملياتها السابقة”.
تدابير احترازية وإخلاء المدن
السلطات المحلية قامت بإصدار أوامر إخلاء إلزامية للمناطق الأكثر عرضة للخطر، بما في ذلك المناطق الساحلية والمنخفضة. المدارس أُغلقت وتم تحويل بعضها إلى مراكز إيواء مؤقتة للأسر التي لا تملك وسائل مغادرة المنطقة. وتم تجهيز مراكز الطوارئ بالمؤن الغذائية والأغطية والمستلزمات الطبية الضرورية لتقديم الدعم للسكان الذين قد يواجهون صعوبة في العثور على مأوى.
تعمل فرق الإنقاذ والإطفاء على مدار الساعة للاستعداد للأسوأ، وتتضمن تلك التحضيرات تعزيز السدود المؤقتة ونقل المعدات الثقيلة إلى المناطق المحتمل أن تتأثر بالفيضانات. كما أُرسلت فرق طبية متخصصة إلى المنطقة للتعامل مع أي حالات طارئة قد تنجم عن الإعصار.
نداء للسلامة العامة
مع اقتراب الإعصار من اليابسة، يبقى الأمل في أن يتخذ السكان كافة التدابير اللازمة لحماية أنفسهم. وبينما يستمر تدفق السيارات على الطرق المزدحمة، تواصل السلطات تحذير السكان من البقاء في المناطق المهددة، وتحثهم على الاستماع إلى التعليمات الرسمية التي تُبث عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.
إعصار ميلتون يُذكر الجميع بقوة الطبيعة وعدم القدرة على التنبؤ الكامل بتداعياتها، ويشكل تحديًا جديدًا أمام سكان فلوريدا وفرق الإنقاذ الذين يواجهون اختبارًا حقيقيًا لصمودهم وقدرتهم على التعامل مع الأزمات الطبيعية.
المصدر: tv4
