دال ميديا: مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك، تتواصل في منطقة يارفا فعاليات الإفطار الجماعي التي باتت تمثل أكثر من مجرد مناسبة لتناول الطعام بعد يوم من الصيام. كل مساء جمعة وسبت، يتوافد أكثر من 100 شاب وشابة من مختلف أحياء يارفا ليجتمعوا على مائدة واحدة ويشاركوا لحظات من الدفء الاجتماعي والانتماء المجتمعي، نقلا عن التلفزيون السويدي SVT.
تنظم هذه الفعاليات جمعية Atlético Rinkeby بالتعاون مع Folkets Hus في منطقة رينكابي، في محاولة لخلق مساحات مفتوحة تجمع الشباب على مائدة الطعام والمودة والتعارف.
يقول محمد علي، رئيس جمعية Atlético Rinkeby:
“الأمر لا يتعلق بالطعام فقط، بل بالانتماء والمجتمع. نريد أن يتعرف الناس على بعضهم البعض، وأن يشعروا أن هناك من يهتم بهم ويحتفي بهم، وقد تلقينا ردود فعل رائعة من الجميع”.
وقد بدأ هذا النشاط في عام 2021، ومنذ ذلك الحين أصبح حاجة مجتمعية ملحّة في المنطقة. في السنوات الماضية، كان عدد الحضور يصل أحيانًا إلى 200 شخص في الليلة الواحدة، ما اضطر المنظمين هذا العام إلى تقليص الأعداد والإعلان عن الفعالية قبل الموعد بيوم واحد فقط، لضمان تنظيم أفضل وتجنب الاكتظاظ.
الشباب في المطبخ… تغيير في الصورة النمطية
ولعل اللافت هذا العام أن من يقف وراء تجهيز وجبة الإفطار ليس مجموعة من الأمهات كما كان الحال سابقًا، بل شبان من الحي تولوا مهمة الطبخ والتحضير بأنفسهم.
يقول أبلاي مباي، أحد الطهاة الشباب:
“نريد أن نُري الشباب أن المطبخ ليس حكرًا على الفتيات أو الأمهات. الطبخ مهارة وشرف للجميع”.
رمضان… أكثر من صيام
شهر رمضان، الذي بدأ هذا العام في 1 مارس ويُختتم في نهاية الشهر، يمثل أكثر من مجرد انقطاع عن الطعام والشراب، بل هو فترة للتأمل الروحي، والتكافل الاجتماعي، وردّ الجميل للمجتمع.
وفي هذه الفعاليات، تتجلى هذه القيم بوضوح، حيث يتجمع الناس من مختلف الخلفيات لتقاسم الطعام، وتبادل الأحاديث، وبناء روابط قوية تتجاوز حدود الصيام نفسه.
تقول نَدى يوسف من سكان هوسبي، وهي إحدى المشاركات الدائمات في هذه الأمسيات:
“هذا الجو من الألفة والتآخي لا أجده في أي مكان آخر”.
وبينما يقترب رمضان من نهايته، يترك وراءه في يارفا مشهدًا حيًّا من التضامن، والعمل الجماعي، والشباب الذين يُعيدون تعريف دورهم في المجتمع – ليس فقط كمستهلكين للأنشطة، بل كصنّاع حقيقيين لروح التغيير والانتماء.
