إنقاذ الأرواح لا يكفي للبقاء .. مصلحة الهجرة السويدية تقرر ترحيل ممرض عراقي وسط انتقادات واسعة!

قرار ترحيل ممرض عراقي. Foto: Adam Wrafter/SvD/TT

دال ميديا: في قرار أثار انتقادات واسعة، رفضت السلطات السويدية طلب ديّاكو غفور، ممرض يبلغ من العمر 26 عامًا، وعائلته للحصول على تمديد تصريح الإقامة، مما يعني أنهم سيضطرون إلى مغادرة البلاد قبل 30 مارس. جاء القرار بعد رفض مصلحة الهجرة طلب العائلة وكذلك رفض محكمة الهجرة منحهم فرصة لإعادة النظر في القضية.

ثماني سنوات في السويد… وانعدام الاعتراف بالاندماج

وصل ديّاكو وعائلته إلى السويد عام 2016 عندما حصل والده على تصريح عمل، مما منح العائلة حق الإقامة المؤقتة. لكن عند تقدمهم بطلب تمديد الإقامة عام 2021، لم يتلقوا ردًا حتى 2024، ليأتي القرار برفض التجديد بحجة أن والد ديّاكو لم يحقق الحد الأدنى من متطلبات الدخل.

في المقابل، يؤكد ديّاكو أن والده استوفى جميع المتطلبات المالية، كما أن أفراد العائلة تعلموا اللغة، عملوا، ودفعوا الضرائب، مما يجعل رفض الطلب أمرًا غير مفهوم بالنسبة لهم.

ممرض في خط المواجهة… لكن ذلك لا يكفي للبقاء!

منذ تخرجه كممرض، يعمل ديّاكو في مستشفى كريستيانستاد، حيث اكتسب احترام زملائه ومرضاه، لدرجة أن بعض زملائه في العمل هددوا بالاستقالة إن تم ترحيله. ومع ذلك، لم يكن هذا دليلًا كافيًا على الاندماج بالنسبة لمصلحة الهجرة.

يقول ديّاكو بحسرة:
“أنا أمسك بأيدي المرضى في أصعب لحظاتهم، أنقذ الأرواح، ومع ذلك يُقال لي إنني لم أندمج بما يكفي في المجتمع. لا أعرف ما الذي يُطلب منا أكثر من ذلك.”

قرار صادم يثير غضب السياسيين

قضية ديّاكو أثارت انتقادات سياسية واسعة، حيث وصف نائب رئيس المجلس الإقليمي في سكونه، غيلبرت تريبو، القرار بأنه “كارثي وغير منطقي”، متسائلًا عن سبب استثمار السويد في تعليم الأشخاص في وظائف مطلوبة ثم ترحيلهم بعد ذلك.

وقال تريبو:
“هذا ليس فقط مأساة إنسانية، ولكنه أيضًا تبذير للمال العام! يجب أن تكون هناك مراجعة فردية لهذه الحالات بدلًا من تطبيق القوانين بشكل جامد.”

مصلحة الهجرة: “القانون واضح”

من جهتها، بررت مصلحة الهجرة السويدية القرار بأن الإقامة كانت قائمة على تصريح عمل والد ديّاكو، الذي لم يُعتبر مؤهلًا لتجديد إقامته، وبالتالي سقطت الإقامة القانونية للعائلة بأكملها.

وقالت رئيسة الوحدة في مصلحة الهجرة، ليلى هيلبيرغ روزنبيرغ:
“القاعدة في السويد هي أن يتم منح تصريح العمل قبل دخول البلاد. في بعض الحالات يمكن تقديم استثناءات، لكن ليس في هذه القضية.”

العد التنازلي للترحيل… ومصير غير معلوم

مع رفض الاستئناف، بات على ديّاكو وعائلته مغادرة السويد قبل 30 مارس، ليواجهوا مستقبلاً غير واضح في العراق، رغم أنهم بنوا حياتهم في السويد منذ ما يقرب من ثماني سنوات.

فهل يمكن أن تؤدي الضغوط السياسية والمجتمعية إلى مراجعة القرار، أم أن ديّاكو سيضطر إلى مغادرة البلد الذي كرس فيه نفسه لإنقاذ الأرواح؟

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع