دال ميديا: في خطوة طبية توصف بأنها ثورة في عالم الأجهزة القلبية، طوّر فريق من العلماء جهازًا فريدًا لتنظيم ضربات القلب (Pacemaker)، يتميز بحجمه الصغير الذي لا يتجاوز حجم حبّة الأرز، ويعمل لفترة مؤقتة دون الحاجة إلى تدخل جراحي لاحق لإزالته، حيث يتحلل داخل الجسم تلقائيًا بعد إتمام مهمته.
ويستهدف هذا الابتكار بشكل خاص الرضع وحديثي الولادة، الذين غالبًا ما يواجهون صعوبات في الحصول على أجهزة تنظيم ضربات القلب التقليدية نظرًا لكبر حجمها وتعقيد إجراءات تركيبها.
يزرع بالجسم ويذوب تلقائيًا
الجهاز الجديد يُثبّت مباشرة على عضلة القلب باستخدام إبرة دقيقة، دون الحاجة إلى إدخال أسلاك أو بطاريات خارجية كما هو الحال في الأجهزة المؤقتة التقليدية. ويتم تشغيل الجهاز عن طريق أشعة تحت الحمراء توجه من خارج الجسم، ما يسمح بالتحكم بإيقاع نبضات القلب بشكل غير تداخلي.
وبمجرد انتهاء الحاجة إليه، يبدأ الجهاز في التحلل تدريجيًا، حيث صُنع من مواد حيوية خاصة تُفكك وتُطرح من الجسم بشكل طبيعي عن طريق الكلى أو الجهاز اللمفاوي، مما يُغني عن عملية الإزالة الجراحية، ويقلل من مخاطر العدوى والآثار الجانبية.
فوائد واستخدامات محتملة أوسع
وتشير الأبحاث إلى أن هذه التكنولوجيا يمكن أن تفتح آفاقًا واسعة لاستخدامات طبية أخرى، من بينها:
-
تحفيز الأعصاب لعلاج الألم.
-
تسريع التئام الجروح.
-
علاج مؤقت لبعض اضطرابات العضلات.
وتعليقًا على الابتكار، قالت طبيبة القلب السويدية هانا لينهوف:
“إنه تقدم رائع، أن نتمكن من تقديم علاج فعال وآمن دون الحاجة إلى عمليتين جراحيتين. هذا سيغير مستقبل الرعاية القلبية، خصوصًا للأطفال حديثي الولادة”.
تحديات تقنية
ورغم الحماسة التي أثارها الابتكار، فإن العلماء أشاروا إلى تحديات محتملة، أهمها مدى قدرة الأشعة تحت الحمراء على الوصول بكفاءة إلى الجهاز داخل الجسم، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من زيادة في الوزن أو كثافة عضلية مرتفعة.
لكن الفريق البحثي يعمل حاليًا على تحسين تكنولوجيا الإرسال الضوئي لضمان فعالية أكبر في مختلف الحالات.
تقنية تفتح الأمل
هذا الابتكار قد يُمثل نقطة تحول في علاج اضطرابات القلب المؤقتة، لا سيما بعد الجراحات الكبرى أو حالات السكتة القلبية، أو حتى عند المرضى الذين يتعافون من جرعات دوائية زائدة أثرت على انتظام نبضات القلب.
ويُذكر أن أول جهاز لتنظيم ضربات القلب تم ابتكاره عام 1958 على يد الطبيب السويدي رونه إلمكفيست، وكان المريض السويدي آرنه لارسونأول من خضع لزرعه، حيث عاش لعقود مستخدمًا 26 جهازًا مختلفًا على مدار حياته. واليوم، وبعد نحو 70 عامًا، يعود الابتكار السويدي ليسجل صفحة جديدة في تاريخ الرعاية القلبية.
المصدر: SVT