دال ميديا: في خطوة علمية رائدة، طور باحثون من جامعة أوميو تقنية جديدة تعتمد على الليزر للكشف المبكر عن البكتيريا الكامنة (البكتيريات الجرثومية) التي يمكنها البقاء على قيد الحياة في ظروف قاسية وتسبب أمراضًا متعددة، بما في ذلك التسمم الغذائي والتهاب المعدة.
“كلما استطعنا اكتشاف البكتيريا الكامنة في وقت مبكر، زادت فرصتنا في اتخاذ الإجراءات الوقائية لمنع الأمراض”، يوضح يوناس سيغيرفالد، طالب دكتوراه في الفيزياء بجامعة أوميو.
كيف تعمل التقنية الجديدة؟
تعتمد التقنية على الليزر مع استخدام جزيئات ذهبية نانوية لتعزيز إشارة كيميائية فريدة توجد داخل البكتيريا الكامنة. بفضل هذه التقنية، أصبح بالإمكان الكشف عن البكتيريا حتى في الكميات الضئيلة.
“هذه الطريقة توفر دقة عالية للكشف عن الجراثيم في وقت مبكر، وهو أمر ضروري للحد من انتشار الأمراض”،يقول سيغيرفالد.
ما هي البكتيريا الكامنة؟
تُعرف البكتيريا الكامنة بأنها شكل غير نشط تتخذه البكتيريا عندما تفتقر إلى المغذيات. يمكن لهذه الجراثيم أن تبقى على قيد الحياة لعقود أو حتى قرون، وعندما تتحسن الظروف، يمكن أن “تستيقظ” وتتكاثر، مما يؤدي إلى مشاكل صحية مثل التسمم الغذائي.
“البكتيريا تتحول إلى شكل جرثومي لحماية نفسها في الظروف القاسية، وهذا يجعلها قادرة على البقاء لفترات طويلة دون ضرر”، يوضح ديمتري ماليشيف، الباحث في البيوفيزياء.
تطبيقات واعدة في القطاع الصحي
يرى الباحثون أن التقنية الجديدة قد تُستخدم في تطوير أجهزة استشعار للكشف المبكر عن البكتيريا في المستشفيات ومنشآت معالجة الأغذية، مما يساعد في الوقاية من تفشي الأمراض.
“إذا استطعنا اكتشاف الجراثيم في وقت مبكر، يمكننا اتخاذ إجراءات سريعة لمنع انتشار الأمراض”، يؤكد سيغيرفالد.
تجارب واقعية: معاناة من التهابات معوية
على أرض الواقع، تعرضت أسرة فريدا ريتزين في أوميو إلى التهاب معوي بسبب فيروس الشتاء، مما أثر على جميع أفراد الأسرة، بمن فيهم ثلاثة أطفال.
“كان الوضع مرهقًا للغاية! جميعنا كنا مرضى في نفس الوقت. أتمنى أن توفر هذه التقنية حلولاً وقائية أفضل”،تقول فريدا.
التحدي المستقبلي: الوقاية من الأمراض
مع تزايد استخدام التقنية الجديدة، يأمل الباحثون في تطوير لقاحات أو أجهزة استشعار تضمن الكشف المبكر عن الجراثيم في البيئة، مما يسهم في منع الأوبئة.
“التقنية الجديدة قد تحدث فرقًا كبيرًا في المستقبل، خاصة إذا تم تبنيها في الأنظمة الصحية والغذائية”، يشير الباحثون.
أمل للآباء والأمهات
تشير فريدا ريتزين إلى أن مثل هذه الابتكارات قد تساعد الأسر على التغلب على المشاكل الصحية، لا سيما في حالات الأمراض المعدية.
“أحيانًا أتمنى لو كان هناك لقاح يمنع هذه الأمراض. من الصعب أن تكون والدًا مريضًا وتعتني بأطفال مرضى في الوقت نفسه”، تضيف فريدا.
المصدر: TV4