اتفاق اللحظة الحاسمة: “قسد” تدخل الدولة السورية… والمجتمع الكردي يحصل على “ضمانات وطنية”

اثناء توقيع الاتفاق التاريخي بين رئيس الحكومة الانتقالية السورية وقائد قوات سوريا الديمقراطية. فرانس برس

دال ميديا: كشف مصدر خاص لـ”منصة دال ميديا” من مدينة القامشلي عن تفاصيل جديدة وحصرية بشأن الاتفاق الموقع بين الحكومة السورية الانتقالية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والذي أُعلن عنه رسميًا يوم الاثنين في العاصمة دمشق.

ووفقًا للمصدر، فإن الاتفاق الذي وُقّع بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، لا يقتصر فقط على دمج المؤسسات، بل ينص على خارطة طريق تنفيذية تشمل بنودًا فورية وأخرى مؤجلة تستلزم مشاورات ولجان خاصة.

تنفيذ فوري لعدة بنود استراتيجية

أكد المصدر أن من أبرز البنود التي سيُشرع في تنفيذها فورًا:

  • عودة مؤسسات الدولة السورية إلى مناطق شمال شرق البلاد، ولا سيما دوائر الهجرة والجوازات والسجل المدني.
  • تسليم المعابر الحدودية مع العراق وتركيا إلى إدارة الدولة الجديدة.
  • ضمان عودة المهجرين إلى مناطقهم الأصلية في عفرين، تل أبيض ورأس العين، والذين يقدر عددهم بأكثر من 300 ألف شخص.

ملفات شائكة قيد التفاوض عبر لجان خاصة

في المقابل، هناك ملفات أكثر تعقيدًا تتطلب تشكيل لجان مختصة وإجراء حوارات مكثفة، ومنها:

  • كيفية دمج “قسد” ضمن الجيش الوطني الجديد، إذ تطالب “قسد” بالدخول كـ”كتلة موحدة” وليس كأفراد.
  • صياغة إطار دستوري لضمان حقوق المجتمع الكردي ضمن الدولة السورية.
  • مستقبل النظام التعليمي في مناطق الإدارة الذاتية، بما في ذلك المدارس والجامعات الحالية.
  • إدارة قطاع النفط والغاز وآلية توزيع العائدات.
  • آلية التعامل مع معتقلي تنظيم داعش وأوضاع المخيمات في شمال شرق سوريا.

بيان رئاسي: نحو وحدة وطنية شاملة

وكانت الرئاسة السورية قد أصدرت بيانًا رسميًا عقب التوقيع، جاء فيه أن الاتفاق يشمل دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية للإدارة الذاتية ضمن مؤسسات الدولة السورية، بما يشمل المعابر، المطارات، وحقول النفط والغاز.

كما شدد البيان على دعم الدولة السورية في مكافحة فلول النظام السابق بقيادة بشار الأسد، ورفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية، مؤكدًا على أن المجتمع الكردي هو مكوّن أصيل في الوطن وله كامل الحقوق الدستورية والمواطنة المتساوية.

الجدول الزمني: التنفيذ الكامل قبل نهاية 2025

وفقًا لنص الاتفاق، من المقرر أن تبدأ اللجان التنفيذية عملها فورًا، على أن يتم استكمال تطبيق كافة بنود الاتفاق قبل نهاية العام الجاري، ما يُعد خطوة فارقة في مسار إعادة بناء الدولة السورية.

خلفية: تحوّل استراتيجي بعد سنوات من التوتر

تأتي هذه التطورات بعد سنوات من التوتر بين دمشق والإدارة الذاتية الكردية التي كانت تسيطر على مناطق واسعة في الشمال الشرقي، مدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وتُعد قوات سوريا الديمقراطية الذراع العسكرية الأساسية للإدارة الذاتية، وقد لعبت دورًا محوريًا في دحر تنظيم داعش، خاصة في معركة الباغوز عام 2019 التي أنهت آخر جيب للتنظيم في سوريا.

وفي ظل وصول القيادة الجديدة إلى السلطة في دمشق، أبدى الأكراد انفتاحًا واضحًا تجاه الشراكة الوطنية، معتبرين أن المرحلة الانتقالية فرصة لإعادة صياغة عقد اجتماعي جديد.
لكن رغم هذا الانفتاح، لم تتم دعوة “قسد” إلى مؤتمر الحوار الوطني الأخير الذي أطلق المرحلة السياسية الانتقالية، ما أثار تساؤلات حول تمثيلها في المستقبل السياسي للبلاد.

المزيد من المواضيع