استطلاع جديد يكشف: الاشتراكيون الديمقراطيون يكسبون الأرض بين الناخبين الشباب و المعتدلون يفقدون بريقهم
أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة “Novus” المعنية باستطلاعات الرأي في السويد، أن حزب “المعتدلين” فقد جزءاً كبيراً من دعم الناخبين الشباب بعد مرور عامين على الانتخابات العامة لعام 2022. فقد شهد الحزب، الذي كان يتمتع بدعم قوي من الشباب الذكور، تراجعاً كبيراً في شعبيته، حيث انخفضت نسبة الدعم من 31% في الانتخابات إلى 22.1% حالياً.
تغيرات في المشهد السياسي بعد عامين من الانتخابات
في انتخابات سبتمبر 2022، كان حزب “المعتدلين” بقيادة أولف كريسترشون، رئيس الحكومة، واحداً من الأحزاب المفضلة لدى الشباب الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، حيث أيد 31% منهم الحزب. وحصل حزب “ديمقراطيو السويد” حينها على 33.6% من أصوات هذه الفئة، ما جعله أكبر حزب بينهم. في المقابل، لم يحصل “حزب الاشتراكيين الديمقراطيين” على أكثر من 11.9% من الدعم.
لكن بعد مرور عامين، تغيّر المشهد السياسي بشكل كبير. فقد خسر “المعتدلون” نحو ثلث الناخبين الشباب الذكور الذين دعموا الحزب في الانتخابات. ويشير هامار ستريد، المستشار في شركة “نوفس”، إلى أن هذا التراجع قد يعود إلى عدم تحقيق الحزب للآمال التي وضعها الناخبون عليه خلال فترة الأزمات التي أعقبت الانتخابات.
تراجع “المعتدلين” وصعود “الاشتراكيين الديمقراطيين”
بحسب نتائج استطلاع أكتوبر الذي أجرته مؤسسة “Novus” بالتعاون مع قناة TV4، فإن نسبة الشباب الذكور الذين يفضلون “المعتدلين” انخفضت إلى 22.1%، مقارنة بـ31% في الانتخابات، مما يعكس تراجعًا بنسبة 8.9 نقاط مئوية، أي فقدان حوالي ثلث دعم هذه الفئة.
الوضع كان أسوأ بالنسبة لحزب “الليبراليين”، الذي شهد انخفاضًا حادًا في شعبيته بين الشباب الذكور من 5.8% في انتخابات 2022 إلى 1.7% حالياً.
وفي المقابل، سجل “حزب ديمقراطيو السويد” زيادة في دعم الشباب الذكور، حيث ارتفع تأييده إلى 34.2%، ما يجعله أكبر حزب في هذه الفئة وفقاً للاستطلاع الأخير.
تحول نحو اليسار بين الناخبين الشباب
في الوقت الذي خسر فيه “المعتدلون” دعمهم بين الشباب، شهد “الاشتراكيون الديمقراطيون” انتعاشاً في شعبيتهم، حيث ارتفعت نسبة تأييدهم بين الشباب الذكور إلى 19.4%، بزيادة قدرها 8 نقاط مئوية منذ انتخابات سبتمبر 2022.
كما استفاد “حزب اليسار” و”حزب البيئة” من التحول في مزاج الناخبين الشباب، حيث ارتفعت نسبة دعم “اليسار” من 6.4% إلى 8.7%، و”حزب البيئة” من 2.8% إلى 4.5%.
ويرى هامار ستريد أن هذا التحول نحو اليسار قد يكون نتيجة لزيادة اهتمام الشباب بقضايا مثل البيئة والمناخ، بالإضافة إلى خيبة الأمل من أداء “المعتدلين” بعد الانتخابات.
الفضائح لم تؤثر على الدعم الانتخابي
وعلى الرغم من الفضائح الأخيرة التي هزت الساحة السياسية، مثل فضيحة اليانصيب الخاصة بـ”الاشتراكيين الديمقراطيين” والقضية التي تورط فيها أعضاء من “حزب اليسار” بمشاركة مواد معادية للسامية، وكذلك إقالة “آنا كينبيري باترا” من منصبها كحاكم منطقة، إلا أن تأثيرها كان محدودًا على نسب دعم الأحزاب. فقد سجلت هذه الأحزاب بعض الخسائر البسيطة، لكنها لم تواجه تراجعًا كبيرًا.
أما “حزب ديمقراطيو السويد”، فقد تمكن من تسجيل زيادة بنسبة نقطة مئوية، رغم الجدل حول حضور رئيس نادي الدراجات النارية لجيمي أوكسون في حفل زفافه. وعلّق هامار ستريد قائلاً: “يبدو أن الديمقراطيين السويديين يتمتعون بمناعة أكبر تجاه هذا النوع من المشكلات، حيث سجلوا ارتفاعًا طفيفًا، بينما شهدت الأحزاب الأخرى بعض الخسائر”.