استعدادات غير مسبوقة لمواجهة شتاء السويد القاسي وحماية السائقين من الكوارث الطبيعية

السويد تستعد للشتاء القاسي. Foto: Johan Nilsson/TT

أعلنت إدارة النقل السويدية (Trafikverket) عن خطة شاملة استعدادًا لفصل الشتاء تهدف إلى معالجة مشكلات المرور الناجمة عن العواصف الثلجية وتجنب الفوضى المرورية التي شلت حركة السير على الطريق السريع E22 العام الماضي. وقد شهدت السويد خلال الشتاء السابق تعطل آلاف المركبات، ما أدى إلى عزل آلاف المسافرين لساعات في البرد القارس، وامتد التأثير حتى شمل طرقًا رئيسية أخرى كـE4 خلال عيد الفصح.

ويقول المدير العام للإدارة، روبرتو مايورانا، إن الإدارة تعتزم اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية هذا العام، موضحًا: “سنتمكن من التدخل بقوة أكبر في حال حدوث عاصفة ثلجية، حيث تم إعداد خطط لإخلاء الطرق من المركبات المتعطلة بشكل أسرع.”

تحسين قنوات الاتصال لضمان سلامة السائقين

أحد المحاور الأساسية في خطة هذا العام هو تحسين قنوات التواصل مع السائقين، وخاصة أولئك الذين لا يتحدثون السويدية. يوضح مايورانا أن أحد الأهداف هو إيصال المعلومات بشكل أكثر فعالية، ربما عبر لافتات متعددة اللغات مثل الإنجليزية، عند نقاط الدخول إلى البلاد، ليتلقى السائقون التحذيرات والتعليمات اللازمة أثناء العواصف الثلجية.

آليات جديدة لإخلاء الطرق وإعادة فتحها بسرعة

تتضمن الخطة أيضًا آلية جديدة تُعرف بـ”النقل القصير”، والتي تتيح نقل السيارات العالقة في المواقع الحساسة أو في مقدمة الطوابير إلى مناطق آمنة على جانب الطريق، مما يسهم في إعادة فتح الطرق بسرعة أكبر. وتعد هذه الآلية إضافة ضرورية، خصوصًا على الطرق ذات الكثافة العالية مثل E22، حيث يشير مايورانا إلى أن حالات التوقف في مقدمة الطوابير كانت من أكبر المشكلات التي واجهت الإدارة الشتاء الماضي.

تعزيز الاستجابة في المواقع الحرجة مثل Hallandsåsen

حددت إدارة النقل مواقع تعتبر حرجة من ناحية الطقس وصعوبة التضاريس، مثل المرتفعات الحادة على طريق E6 في Hallandsåsen. في هذه المناطق، ستكثف الإدارة جهودها عبر توفير فرق إضافية للرش بالملح والرمل، وسحب السيارات، وجرف الثلوج، وذلك لضمان انسيابية المرور في تلك النقاط الحيوية.

فرق استجابة سريعة وتعاون مع فرق الإنقاذ

تتضمن الخطة أيضًا إنشاء فرق استجابة سريعة تعمل على مدار الساعة لضمان التدخل الفوري في حالات الطوارئ. كما تم تحسين التنسيق بين إدارة النقل وفرق الإنقاذ والسلطات المحلية لضمان سرعة التدخل وفعاليته. وأكد مايورانا أن مركبات جرف الثلوج، التي تُعتبر “عيون الإدارة على الطريق”، ستتواصل بشكل مباشر مع الإدارة لنقل مستجدات حالة الطرق واتخاذ القرارات الفورية اللازمة.

إشادة حكومية ودعوة للاستعداد الشخصي

أشاد وزير البنية التحتية، أندرياس كارلسون، بخطة إدارة النقل، مؤكدًا أنها توفر أساسًا قويًا لتجنب سيناريوهات مشابهة لأزمة E22 العام الماضي، حيث كانت السلطات تلوم بعضها البعض دون تحقيق حل سريع. وأعرب عن ثقته بأن الإدارة والشركات المتعاقدة على صيانة الطرق الشتوية ستكون في هذا الموسم أفضل تجهيزًا لمواجهة أي طارئ.

ودعا كارلسون السائقين إلى أخذ الاحتياطات اللازمة خلال فصل الشتاء، حيث شدد على أن “على السائقين تجهيز سياراتهم بالإطارات الشتوية المناسبة وعدم المجازفة باستخدام إطارات الصيف في ظروف الطقس القاسية.”

تجسد هذه الخطة طموح السويد في تجنب تكرار الأزمات المرورية الشتوية، حيث تتعاون الإدارة مع مختلف الجهات لضمان سلامة الطرق وسرعة استعادة حركة السير الطبيعية خلال الظروف الجوية الصعبة.

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع