اعتراف متأخر وخطأ قضائي فادح: الاعتذار للسجين الذي قضى 50 عامًا في زنزانة ينتظر تنفيذ حكم الإعدام
في لحظة تاريخية، أقرّت الشرطة اليابانية في 21 أكتوبر 2024 ببراءة إواو هاكامادا، الرجل الذي قضى ما يقرب من 50 عامًا في زنزانة الإعدام بعد اتهامه بقتل عائلة كاملة. جاء هذا الاعتراف مصحوبًا باعتذار رسمي من رئيس الشرطة تاكايوشي تسودا، الذي قال: “لقد تسببنا لك بمعاناة لا توصف”، وفقا لما نقله موقع asahi.
اعتذار رسمي وعميق من الشرطة بعد 58 عامًا من الاعتقال
خلال اللقاء، قدّم رئيس الشرطة اعتذاره مع انحناءة عميقة أمام هاكامادا البالغ من العمر الآن 88 عامًا، والذي جلس على كرسي في منزله في هاماماتسو، اليابان. لم يتمكن هاكامادا من الرد على الاعتذار بنفسه، حيث يعاني من مشاكل نفسية نتيجة سنواته الطويلة في السجن. بدلاً من ذلك، قامت شقيقته هيديكو، البالغة من العمر 91 عامًا، بالرد نيابة عنه. قالت هيديكو: “لقد مرت 58 عامًا. نعتقد أن كل ما يحدث هو جزء من مصيرنا. لن نقدم شكوى ضد الشرطة الآن”.
قضية قديمة وإقرار متأخر بالبراءة
تعود القضية إلى عام 1966 عندما تم اعتقال هاكامادا بتهمة قتل مدير مصنع ميسو وأسرته، أي أربع ضحايا في المجمل. ورغم أنه أنكر التهم في البداية، إلا أنه اعترف لاحقًا خلال التحقيقات، قبل أن يتراجع عن اعترافه في المحكمة. في رسائل وجهها إلى عائلته، والتي حصلت صحيفة أساهيعلى نسخ منها، أصر هاكامادا على براءته، قائلاً: “لا علاقة لي بحادثة كوجاني ميسو. أنا بريء”.
الاعتراف تحت الإكراه: ضغوط نفسية وتحقيقات طويلة
كان الاعتراف الذي قدّمه هاكامادا جاء تحت وطأة ضغوط نفسية شديدة، حيث ذكر في رسالة عام 1975 أنه اعترف لحماية حياته: “لم يكن لدي خيار آخر”، كتب في رسالته. وفقًا لتقرير أساهي، كانت التحقيقات معه تستمر في المتوسط لمدة 12 ساعة يوميًا.
شكوك حول الأدلة: إعادة التحقيق وتحرير السجين
في عام 2014، أُفرج عن هاكامادا بعد أن قررت المحكمة إعادة النظر في الأدلة المستخدمة في إدانته، وخاصةً الملابس الدموية التي قُدمت كدليل رئيسي. توصلت المحكمة في 26 سبتمبر 2024 إلى أن تلك الأدلة، بما في ذلك الملابس الملطخة بالدماء، قد تكون ملفقة، مما أثار شكوكًا حول شرعية الحكم الصادر ضده منذ البداية.
تقديم الاعتذار والوعد بالتحقيق
أعرب رئيس الشرطة تسودا عن أسفه العميق قائلاً: “نحن آسفون للغاية”، ووعد بإجراء تحقيق شامل ودقيق لمعرفة كيفية وقوع هذه الأخطاء الفادحة. هذا الاعتذار يمثل خطوة نحو تصحيح خطأ تاريخي استمر لعقود، لكنه لا يمحو الألم والمعاناة التي عاناها هاكامادا وعائلته طوال تلك السنوات.
قصة صمود وأمل في العدالة
لطالما ناضلت شقيقة هاكامادا، هيديكو، من أجل إعادة النظر في قضيته، وقضت حياتها في البحث عن البراءة لأخيها. في النهاية، وبعد عقود من الصراع القضائي، تحقق جزء من العدالة. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل يمكن تعويض سنوات المعاناة التي عاشها هاكامادا في زنزانة الإعدام بسبب خطأ قضائي؟