اعتقال إمام أوغلو… هل تحوّلت الانتخابات في تركيا إلى معركة تصفية حسابات؟

اعتقال أكرم إمام أغلو في تركيا. Foto: FRANK DE ROO/AFP/TT

دال ميديا: في خطوة تصاعدية أثارت موجة غضب شعبي عارمة، قررت محكمة في إسطنبول، اليوم الأحد، الإبقاء على رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو قيد الاحتجاز، وذلك بعد اعتقاله في مداهمة فجر الأربعاء، بحسب ما أفادت به وكالة الأناضول الرسمية.

ويأتي القرار بالتزامن مع استعداد حزب الشعب الجمهوري (CHP) لإجراء الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشحه الرئاسي، وسط توقعات واسعة بأن يُعلن إمام أوغلو مرشحًا رسمياً للحزب لمنافسة الرئيس رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقبلة.

اتهامات بالفساد والإرهاب تثير الشكوك

وتتهم السلطات التركية إمام أوغلو، الذي يُعد أبرز خصوم أردوغان السياسيين، بالتورط في قضايا فساد ودعم منظمة إرهابية. غير أن إمام أوغلو ينفي جميع الاتهامات، بينما ترى المعارضة أن التوقيت السياسي للاعتقال قبل يوم واحد فقط من الانتخابات التمهيدية يكشف عن “دوافع سياسية بحتة” تهدف إلى تقويض فرصه في المنافسة.

احتجاجات تتوسع وغضب شعبي في الشارع التركي

الاعتقال المفاجئ أشعل الشارع التركي، حيث شهدت إسطنبول ومدن كبرى مثل أنقرة وإزمير وأضنة مظاهرات ضخمة منذ الأربعاء، رُفعت فيها شعارات تطالب بالإفراج الفوري عن إمام أوغلو ووقف ما وصفوه بـ”التضييق على الديمقراطية”.

المراسلة السياسية لتلفزيون TV4، تيريس كريستيانسون، علقت على الأحداث قائلة: “من اللافت أن أقوى منافس انتخابي لأردوغان يُعتقل قبل يوم من الانتخابات التمهيدية. الشارع التركي يغلي، وهناك تساؤلات حول كيفية تعامل الحكومة مع هذه الاحتجاجات المتنامية”.

وأضافت: “هناك مخاوف من أن يتم قمع الاحتجاجات بالقوة أو التلاعب بمسار الانتخابات عبر سيناريوهات مفاجئة مثل فرض انتخابات مبكرة أو تغيير قواعد اللعبة السياسية”.

تركيا على مفترق طرق سياسي

منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، شهدت تركيا تغييرات سياسية وهيكلية عميقة، أبرزها زيادة صلاحيات الرئيس وإضعاف دور البرلمان، إلى جانب تقليص مساحة حرية الإعلام.

وتقول كريستيانسون: “منذ سنوات وهناك شعور يتنامى داخل الأوساط الشعبية بأن تركيا تتجه تدريجياً نحو حكم سلطوي، واليوم يبدو أن هذه المخاوف تتحول إلى واقع ملموس”.

يُذكر أن التصويت في الانتخابات التمهيدية لحزب CHP بدأ صباح الأحد ومن المقرر أن يستمر حتى الساعة الثالثة عصرًا، وسط دعوات من الحزب إلى مشاركة جماهيرية واسعة، حيث تم السماح لجميع المواطنين الأتراك بالتصويت في محاولة لتوسيع قاعدة الدعم الشعبي.

المزيد من المواضيع