اقتصاد السويد في خطر.. قرارات ترامب قد تدفع بالتضخم إلى مستويات غير مسبوقة!

رسوم ترامب تهدد فولفو وصناعة الصلب السويدية. EU

دال ميديا: يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ماضٍ في فرض رسوم جمركية عقابية على الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يشكل ضربة قوية للصناعات السويدية، خصوصًا في قطاعي الصلب وصناعة السيارات. في الوقت ذاته، قد تؤدي هذه الرسوم إلى زيادة التضخم، مما قد يجعل من الصعب على البنك المركزي السويدي الاستمرار في خفض أسعار الفائدة.

اقتصاديون يحذرون: “الجميع سيخسر في هذه الحرب!”

يؤكد ريكارد فورسلد، أستاذ الاقتصاد بجامعة ستوكهولم وخبير التجارة الدولية، أن الحروب التجارية غالبًا ما تؤدي إلى خسائر للجميع، مشيرًا إلى أن الصناعة السويدية قد تتضرر بشدة، لكنها لن تكون الكارثة الكبرى.

وقال فورسلد:
“فرض رسوم جمركية بنسبة 10% ليس عائقًا تجاريًا هائلًا، لكنه بالتأكيد سيسبب خسائر. المشكلة الأكبر هي عندما يرد الاتحاد الأوروبي بالمثل، فالأمر سيتحول إلى دوامة اقتصادية مدمرة.”

المستهلكون السويديون لن يكونوا بمأمن

لكن التأثير لن يقتصر على الشركات فقط، فالمستهلكون في السويد قد يواجهون ارتفاعًا في أسعار المنتجات المستوردة من الولايات المتحدة، بالإضافة إلى زيادة تكلفة المنتجات المصنعة داخل الاتحاد الأوروبي بسبب اضطراب سلاسل التوريد.

وأوضح فورسلد:
“عندما تفرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية، فإن الاتحاد الأوروبي سيرد بالمثل. هذا سيجعل المنتجات المستوردة أغلى، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم، وبالتالي قد تجد السويد صعوبة في خفض أسعار الفائدة كما كان مخططًا له.”

استثمارات سويدية في خطر بسبب الرسوم على المكسيك

من جهة أخرى، فإن الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها واشنطن على المكسيك وكندا بنسبة 25% قد تؤثر بشكل غير مباشر على الشركات السويدية الكبرى.

على سبيل المثال، استثمرت شركة فولفو أكثر من 7 مليارات كرونة في مصنع جديد في المكسيك، لكن هذه الخطوة قد تكون ضربة مؤلمة للاستثمار في حال تم تقسيم سوق أمريكا الشمالية إلى مناطق تجارية منفصلة.

وحذر فورسلد من أن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على الاستثمارات السويدية، قائلًا:
“الشركات السويدية تعاملت مع أمريكا الشمالية كسوق موحدة، لكن إذا نجح ترامب في تقسيمها إلى ثلاث مناطق تجارية، فإن المصانع الموجودة في المكسيك قد تجد نفسها في ورطة كبيرة.”

هل يمكن لأوروبا تجنب المواجهة؟

يبدو أن الاتحاد الأوروبي يحاول تجنب التصعيد، حيث تعمل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد على التفاوض مع واشنطن لتخفيف حدة الأزمة.

ويعتقد روبرت بيرجكفيست، كبير الاقتصاديين في SEB، أن أوروبا قد تلجأ إلى تقديم تنازلات من خلال زيادة وارداتها من السلع الأمريكية، مثل الحبوب والغاز الطبيعي، في محاولة لتهدئة ترامب.

وقال بيرجكفيست:
“بهذه الطريقة، يمكن لترامب أن يزعم أمام ناخبيه أنه فرض رسومًا جمركية لكنه في المقابل حصل على صفقات تجارية جديدة لصالح أمريكا.”

المصدر: tv4

المزيد من المواضيع