تشهد منطقة الشرق الأوسط تصاعداً ملحوظاً في التوترات العسكرية بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، عقب سلسلة من الاغتيالات التي أودت بحياة شخصيات بارزة في كل من حركة حماس وحزب الله. وتثير هذه التطورات المخاوف من اندلاع صراع إقليمي واسع.
اغتيالات تثير القلق
ففي وقتٍ سابق، اغتيل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران في عملية نُسبت إلى إسرائيل، بينما قُتل فؤاد شكر، القيادي البارز في حزب الله، في ضربة إسرائيلية قرب بيروت. هذه الحوادث أثارت قلقاً كبيراً من تصعيد عسكري محتمل.
التحركات الدولية لتجنب التصعيد
رداً على التصعيد، كثف المجتمع الدولي من جهود الوساطة والتهدئة. فقد دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني عبدالله الثاني، في بيان مشترك، إلى تجنب تصعيد عسكري في الشرق الأوسط “بأي ثمن”. كما عقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اجتماعاً في طهران مع القائم بأعمال الخارجية الإيرانية والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في محاولة لاحتواء الأزمة.
في سياق متصل، اجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع عبر الفيديو لمناقشة الوضع، وعبروا عن “قلق شديد” إزاء التصعيد. وذكرت تقارير من موقع “أكسيوس” أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أطلع نظراءه على أن إيران وحزب الله قد يبدآن الهجوم على إسرائيل، لكن تفاصيل الهجوم أو توقيته لم تكن واضحة.
الإجراءات الأميركية وتعزيز القدرات العسكرية
استجابةً للتوترات المتزايدة، قامت الولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، حيث نشرت مزيداً من السفن الحربية والطائرات المقاتلة لحماية جنودها وحليفتها إسرائيل. وقال جوناثان فاينر، نائب مستشار مجلس الأمن القومي الأميركي، في تصريح لشبكة “سي بي إس”: “الهدف العام هو خفض حدة التوتر في المنطقة إلى جانب الردع وصد تلك الهجمات، وتجنب صراع إقليمي”.
وأشار فاينر إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل تستعدان لجميع السيناريوهات، مؤكداً على أهمية الاستعداد لمواجهة أي تصعيد محتمل. وتجنب الشرق الأوسط تصعيداً كبيراً في أبريل الماضي عندما شنت إيران هجوماً على إسرائيل بطائرات مسيرة وصواريخ، ردًا على ضربة إسرائيلية على قنصليتها في دمشق.
الخطوات القادمة
تستمر جهود الدول الكبرى في محاولة لتهدئة الوضع ومنع تفاقم الأزمة. في ظل هذه الأجواء المتوترة، تظل المنطقة في حالة ترقب، مع التركيز على دعم جهود الوساطة الدولية لضمان استقرار الشرق الأوسط.