في تطور أمني ملحوظ، قامت الشرطة النرويجية برفع مستوى التهديد الإرهابي إلى المستوى الرابع من خمسة مستويات محتملة، وذلك في ضوء التهديدات المتزايدة ضد الأهداف الإسرائيلية واليهودية. ويأتي هذا القرار في أعقاب هجمات واعتقالات أخيرة شهدتها العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، حيث جرى اعتقال مواطنين سويديين للاشتباه في تورطهم في أعمال إرهابية.
صرحت سيف سورنسن من إدارة مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة النرويجية (PST) قائلةً: “لدينا معلومات بأن هناك نشاطات متعلقة بأشخاص على صلة بالهجوم كانت مرتبطة بالنرويج”. وتابعت بأن السبب الرئيسي لرفع مستوى التهديد يعود إلى التصعيد المتواصل في الشرق الأوسط، مما أدى إلى زيادة التهديدات ضد المصالح الإسرائيلية واليهودية داخل النرويج.
الهجمات وتداعياتها في كوبنهاغن
يبدو أن هناك ارتباطًا بين الهجمات التي استهدفت السفارات الإسرائيلية في كوبنهاغن والهجمات المشابهة التي وقعت في ستوكهولم. وفي كوبنهاغن، وقعت انفجارتان في محيط السفارة الإسرائيلية، وتم اعتقال ثلاثة أشخاص يحملون الجنسية السويدية على خلفية تلك الأحداث. أحد المعتقلين تم الإفراج عنه لاحقًا، بينما يُحتجز شابان سويديان (16 و19 عامًا) ويواجهان اتهامات بالإرهاب.
وأكد المدعي العام الدنماركي، ينس يسبيرسن، أن التحقيقات جارية للتحقق مما إذا كان المتهمون قد تصرفوا بناءً على أوامر من جهة أخرى، أو كانوا يعملون بشكل منفرد. كما أشار إلى احتمالية أن يكون الهجوم قد نفذ بناءً على طلب من قوى أجنبية.
التورط الإيراني والشكوك حول الارتباطات
وقد ألمحت سيف سورنسن إلى وجود دلائل تشير إلى أن الجماعات المتورطة في الهجمات في كوبنهاغن وستوكهولم قد تكون مرتبطة بإيران، وهو ما يفتح الباب أمام شكوك جديدة حول طبيعة الجهات التي تقف خلف تلك الهجمات. وأضافت أن هناك احتمالًا بأن تكون هذه الأعمال قد تمت بدعم أو توجيه من إيران، مما يجعل من الوضع أكثر تعقيدًا ويزيد من احتمالية التصعيد.
وفي حين يظل التحقيق في هذه الهجمات جاريًا، فإن الأجهزة الأمنية النرويجية والدنماركية تعمل على تعقب أي خيوط قد تكشف عن الجهات الداعمة أو المنفذة لتلك العمليات.
رفع مستوى التأهب والتأثيرات الأمنية
من جهته، أكد إيريك فيوم، المستشار الرئيسي في جهاز الأمن النرويجي، أن تصعيد مستوى التهديد الإرهابي جاء نتيجة لتعدد العوامل السلبية التي أدت إلى زيادة التهديدات، وعلى رأسها التصعيد العسكري في الشرق الأوسط. وأضاف أن الأهداف الإسرائيلية واليهودية في النرويج باتت معرضة بشكل متزايد لتهديدات الإرهاب، مما يستدعي اتخاذ إجراءات إضافية لضمان الأمن والسلامة.
وكانت النرويج قد شهدت في السنوات الأخيرة زيادة في التهديدات الأمنية المرتبطة بالتحولات الجيوسياسية في المنطقة، بما في ذلك تأثيرات الصراع في الشرق الأوسط والتوترات الإقليمية الأخرى. وتسعى الحكومة النرويجية إلى طمأنة المواطنين من خلال تشديد الإجراءات الأمنية حول المنشآت الحساسة، خاصة السفارات والمدارس اليهودية والمؤسسات ذات الصلة.
تحديات التحقيق والتعاون الدولي
تشير الأحداث الأخيرة إلى أهمية التعاون بين الدول الأوروبية في مواجهة التهديدات الإرهابية. ومع تورط مواطنين من دول مختلفة في هذه الهجمات، أصبح من الواضح أن التحديات الأمنية تتجاوز الحدود الوطنية، مما يتطلب مزيدًا من التعاون بين الدول لضمان السلامة العامة.
وفي النهاية، يبقى الوضع الأمني متوترًا في النرويج والدنمارك، حيث تتواصل الجهود لتعقب كل خيوط التحقيق وكشف الجهات التي تقف وراء هذه الهجمات. ومع استمرار التوترات في الشرق الأوسط، يبدو أن التهديدات ضد الأهداف اليهودية والإسرائيلية في أوروبا ستظل قائمة، مما يتطلب يقظة مستمرة وتعاونًا دوليًا مكثفًا لضمان الأمن والاستقرار.
المصدر: tv4