دال ميديا: في الوقت الذي تحتفل فيه المناطق الكردية في شمال سوريا بسقوط نظام بشار الأسد، تزداد المخاوف بشأن المستقبل في ظل تصاعد الهجمات من الجماعات الجهادية وتركيا. مسؤولة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الكردية، إلهام أحمد، أكدت أن الأقليات في سوريا تواجه قلقاً كبيراً حول ما سيأتي.
الجهاديون وتشكيل حكومة انتقالية
بحسب التقارير الإعلامية الدولية، من المتوقع أن يقود محمد البشير، الذي يترأس النظام الإسلامي للجهاديين في شمال غرب سوريا، الحكومة الانتقالية المقبلة. لكن هذه الخطوة تثير الكثير من التساؤلات حول ما تعنيه على أرض الواقع.
إلهام أحمد، التي كانت في زيارة رسمية إلى السويد، ذكرت خلال مقابلة مع التلفزيون السويدي svt:
“المسؤولون الجدد تحدثوا عن الحوار والسلام، لكننا لا نعرف ما الذي سيترتب على ذلك. نأمل أن يتعاون جميع السوريين لبناء مستقبل متعدد الأعراق ومتساوٍ وديمقراطي.”
تصاعد الهجمات التركية والجهادية
في الأيام الأخيرة، شهدت المناطق الكردية في سوريا هجمات متزايدة. أبرزها كان الهجوم بطائرة مسيرة تركية على قرية في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل 11 مدنياً، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان (SOHR). كما هاجمت الفصائل الجهادية مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (SDF)، أبرزها مدينة منبج.
أضافت أحمد:
“ندعو المجتمع الدولي للضغط على تركيا لوقف هجماتها على المناطق الكردية فوراً. هذه الهجمات لا تستهدف الأكراد فقط، بل تؤثر على الاستقرار في المنطقة بأكملها.”
دعوة لتأسيس دولة فيدرالية
كما شددت إلهام أحمد، على أن الحل الوحيد لضمان مستقبل مستقر في سوريا هو إنشاء نظام فيدرالي يضمن الحكم الذاتي للمناطق المختلفة:
“نريد أن تتحول سوريا إلى دولة فيدرالية تتمتع فيها كل محافظة أو إقليم بحكم ذاتي. يجب أن تكون السلطة لامركزية لضمان مشاركة الجميع في صنع القرار.”
و أوضحت أحمد أن القلق لا يقتصر على الأكراد فقط، بل يشمل جميع الأقليات الدينية والعرقية والنساء في سوريا:
“من المهم أن يحترم القادة الجدد التنوع الديني والثقافي واللغوي في سوريا. أي تجاهل لهذا التنوع سيزيد من التوترات ويعرقل بناء مستقبل مشترك.”
المخاطر المستقبلية
مع تصاعد الهجمات التركية واستمرار التوترات بين الأطراف السورية المختلفة، يبقى مستقبل البلاد غامضاً. الأطراف الكردية تسعى للحفاظ على مكاسبها السياسية والإدارية، لكن التحديات تتزايد في ظل تغير ديناميكيات السلطة بعد سقوط النظام.
المصدر: svt