ما زالت تتواصل ردود الفعل المنددة بحرق نسخة من المصحف أمام مسجد في العاصمة السويدية ستوكهولم، الأسبوع الماضي، آخرها حتى الآن كانت من البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، الذي قال في تصريح له ان السماح بحرق المصف أمر “مرفوض و مدان”، معبراً عن غضبة الشديد من التصرفات غير اللائقة تجاه المقدسات، وفقا لما نشرته صحيفة الاتحاد الإماراتية.
كما طالبت السعودية، الحكومة السويدية بوقف كافة الأعمال التي تتناقض بشكلٍ مباشر مع الجهود الدولية الساعية لنشر قيم التسامح والاعتدال ونبذ التطرف، وتقوّض الاحترام المتبادل الضروري للعلاقات بين الشعوب والدول.
السويد تدين الحادثة
هذا وأدانت الحكومة السويدية يوم الأحد، إحراق مواطن سويدي من أصول عراقية، نسخة من المصحف أمام مسجد ستوكهولم الرئيسي، معتبرة أن ما قام به “عملا معاديا للإسلام”.
جاء هذا بعد أن دعت منظمة المؤتمر الإسلامي، يوم الأحد، الدول الإسلامية الأعضاء إلى اتخاد إجراءات جماعية لمنع حرق المصحف مجددا.
فيما رفضت الحكومة الإيرانية إرسال سفير جديد إلى السويد، بعد أن أحرق متظاهر مصحفا أمام مسجد في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وأحرق لاجئ عراقي في السويد، نسخة من المصحف خارج مسجد في العاصمة ستوكهولم أول أيام عيد الأضحى.
ووجهت الشرطة السويدية الأسبوع الماضي، اتهامات لهذا الشخص بالتحريض ضد جماعة عرقية أو قومية.
حملة ضد السويد
و كانت حملة تضليل واسعة النطاق قد بدأت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ حادثة الحرق المصحف، اذ تنتشر معلومات غير صحيحة عن كيفية محاربة السويد للإسلام خاصة في روسيا التي تسعى الى التأثير على الحقائق المتعلقة بالسويد، وفقا لما قاله ميكائيل أوستلوند، رئيس قسم الاتصالات في وكالة الدفاع النفسي، لصحيفة أفتونبلاديت.
يقول أوستلوند، انهم ينشرون أفكاراً خاطئة عن السويد على وسائل الإعلام التي يسيطرون عليها بهدف تصعيب الأمور على السويد في قضية الناتو.
بحسب ما توصلت اليه صحيفة أفتونبلاديت من معلومات حول ما يبثه الإعلام الروسي من مواضيع، مقال منشور لخبير استراتيجي يقول فيه ان حادثة الحرق القرآن هي جريمة تؤكد حقيقة ان دول الغرب تستهدف المسلمين والعرب.
هذا ما يُقال عن السويد
من بين الأمور الأخرى التي يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي بحسب ما كشفت عنه وكالة الدفاع النفسي، ان السويد بلد غير آمن للمسلمين. و ان الدولة السويدية تروج لحرق القرآن و الشرطة تحمي كل من يقوم بذلك.
يقول أوستلوند، ان المعلومات المضللة تُنشر من قبل ناشطين إسلاميين أجانب مع متابعة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يؤثر على الأشخاص الذين لا يعرفون حقيقة الأوضاع في السويد.
ما يحدث الآن من تضليل في المعلومات، يعتبر أكثر شمولية هذه المرة و عدوانية. والمقلق في الأمر كما يقول أوستلوند، ان ما يتحدثون عنه لا يعبر عن الحقيقة الموجودة في بلادنا.
يضيف ايضا ان هناك أشخاص يشعرون بالغربة ولا يثقون بالسلطات السويدية، ويتم استغلالهم من قبل قوى خارجية تريد إلحاق الأذى بالسويد، كما يقول.
ليست المرة الأولى
في بداية العام الماضي، بدأت ضد السويد، حملة موجهة ومدروسة بسبب ما كان يقوله البعض ان السلطات السويدية تختطف أطفال المسلمين و تجبر العوائل المهاجرة على ترك أطفالهم. وتبعها ايضا حملة أخرى بسبب أعمال العنف التي رافقت حوادث حرق القرآن خلال عطلة عيد الفصح.
يعتقد ميكائيل أوستلوند، رئيس قسم الاتصالات في وكالة الدفاع النفسي، ان حملات التضليل التي تستهدف السويد، مستمرة طوال الوقت، لكنها تزداد كثافة ببعض الأحداث كحادثة حرق القرآن.
في وقت سابق من هذا العام، كشف تقرير أمني عن ان السويد باتت مستهدفة بحملة كراهية على المستوى الدولي، يشارك فيها الإعلام الروسي، تحاول من خلالها تشويه السويد في المجتمع الدولي.
أحد الأشخاص الذين ينشطون في هذا المجال، هو شخص يدعى مصطفى الشرقاوي، يعلم بجد و ينشط على شبكات التواصل الاجتماعي بهدف تشويه الحقائق، فقد كان قد قال في وقت سباق انه في السويد “الخطوة الأولى هي حرق القرآن و التالية ستكون حرق المسلمين”.
و في أحدث مقاطع الفيديو التي نشرها هذا الشخص، يدعو فيها الشرقاوي الى مقاطعة المنتجات و السلع السويدية، كما يدعو الى حرق جميع السفارات السويدية في الدول الإسلامية.
ان ما يحدث الآن من أمور تستهدف الى إثارة القلق و مقاطعة إسلامية واسعة للدول الغربية، بحسب التقرير.