دال ميديا: في خطوة تصعيدية ضمن التوتر التجاري المتزايد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أعطى أعضاء الاتحاد الأوروبي (باستثناء المجر) الضوء الأخضر لبدء فرض رسوم جمركية مضادة على البضائع الأمريكية، كرد على الرسوم التي فرضتها واشنطن مؤخرًا على واردات الصلب والألمنيوم الأوروبية، نقلا عن موقع omni.
وجاء القرار بعد تصويت أجري على مستوى الخبراء في بروكسل، وأعلنت المفوضية الأوروبية أن الرسوم الجديدة يمكن أن تبدأ في التطبيق اعتبارًا من 15 أبريل، على أن تُنفّذ على ثلاث مراحل تمتد حتى ديسمبر المقبل.
“يمكن تعليق الإجراءات في أي وقت إذا وافقت الولايات المتحدة على حل عادل ومتوازن عن طريق التفاوض”، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في بيان مكتوب.
قائمة طويلة من السلع… والرسوم تصل إلى 25٪
وفق تسريبات نُشرت عبر Politico وFinancial Times، فإن الرسوم الأوروبية ستشمل ما يقرب من 1,600 سلعة أمريكية، وستكون معظمها بنسبة 25٪، وتطال مجموعة واسعة من المنتجات اليومية والمواد الخام، منها:
-
المنتجات الزراعية: فول الصويا، الذرة، الأرز، اللوز، البيض، النقانق، الدواجن
-
الفواكه والعصائر: التوت البري، عصير البرتقال
-
المنتجات الصناعية: الحديد، الصلب، الألمنيوم، القوارب
-
السلع الاستهلاكية: الملابس، الأحذية، مستحضرات التجميل، السجائر، الخيوط الطبية
أوروبا تصعد ولكنها تفتح الباب للحوار
ورغم التصعيد، أكدت فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي لا يسعى إلى تصعيد دائم أو حرب تجارية شاملة، بل يرد “بشكل متوازن ومتناسب” على ما وصفته بأنه إجراءات غير عادلة من الجانب الأمريكي.
كما شدد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون على أهمية هذا الرد الأوروبي قائلاً:
“من المهم أن يُظهر الاتحاد الأوروبي وحدته وقدرته على الرد. لسنا بصدد الإضرار بالتجارة، بل نريد أن نُثبت أن أوروبا قوة اقتصادية يُحسب لها حساب”.
وأوضح كريسترسون أن الرسوم استُهدفت لتشمل منتجات “يمكن تعويضها بسهولة من قبل المستهلك الأوروبي”، لتقليل الأثر الاقتصادي داخل السوق الداخلية.
موقف المجر الوحيد الرافض
فيما أيّدت جميع الدول الأعضاء الإجراءات المقترحة، كانت المجر الدولة الوحيدة التي صوّتت بـ”لا”، حيث كتب وزير خارجيتها بيتر سييارتو عبر منصة X (تويتر سابقًا):
“التصعيد ليس هو الحل.”
الخلفية: من بدأ الحرب التجارية؟
القرار الأوروبي يأتي بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن حزمة جمركية واسعة مطلع مارس، شملت معظم دول العالم بنسب تصل في بعض الحالات إلى أكثر من 100%، بزعم حماية الاقتصاد الأمريكي من “الممارسات التجارية غير العادلة”، بحسب وصفه.
ترامب وصف يوم إعلان الرسوم بـ”يوم الاستقلال الاقتصادي”، في حين وصفه الاتحاد الأوروبي بأنه “يوم تصعيد غير مبرر يضر بكلا الطرفين وبالاقتصاد العالمي بأسره”.