دال ميديا: في ظل التوترات المتصاعدة مع روسيا، أصبح تطوير الطائرات المُسيّرة (الدرون) جزءًا محوريًا في استراتيجية الاتحاد الأوروبي لتعزيز قدراته الدفاعية. وتعمل المفوضية الأوروبية حاليًا على تخصيص قروض بقيمة 150 مليار يورو لدعم الشركات داخل الاتحاد التي تطوّر أنظمة أسلحة ومنصات دفاعية متقدمة – خاصة تلك التي تفتقر إليها أوروبا حتى الآن، بحسب ما جاء في تقرير نشره التلفزيون السويدي SVT.
من الذكاء الصناعي إلى التسلح العسكري
في مدينة إشبيلية بجنوب إسبانيا، يتشكل عنقود صناعي سريع النمو يضم شركات ناشئة متخصصة في تقنيات الطائرات بدون طيار. من بينها شركة Dronetools، التي تطوّر طائرات مُسيّرة قادرة على التحليق ذاتيًا داخل البيئات المغلقة، وتمييز الأهداف بين صديق وعدو باستخدام الذكاء الاصطناعي.
“لا نحب فكرة تصنيع طائرات لأغراض الحرب، لكننا نُفضّل النظر إليها كجزء من حق الدفاع عن النفس”، يقول نيكولاس زاباتا، مؤسس Dronetools.
وأضاف أن التقنيات التي طورتها شركته في المجال المدني يمكن نقلها بسهولة إلى القطاع الدفاعي.
Eurodrone… مشروع طموح بدعم أوروبي
إلى جانب الشركات الصغيرة، تسعى شركات كبرى مثل Airbus للاستفادة من التمويلات الأوروبية، وتشارك في تطوير مشروع “Eurodrone” العسكري العملاق، وهو طائرة بدون طيار بجناحين يمتدان إلى 26 مترًا، مدعوم جزئيًا من الاتحاد الأوروبي، ويُختبر حاليًا في موقع مخصص للطائرات بدون طيار خارج إشبيلية.
الملاحة عبر الشمس والنجوم بدلاً من GPS
أما شركة Solar Mems، فتعمل على تطوير حساسات تتيح للطائرات المُسيّرة الملاحة باستخدام الشمس والنجوم، كبديل عن إشارات GPS التي قد تتعرض للتشويش أو الاختراق في زمن الحرب.
“نحن نكوّن شراكات مع شركات كبرى مثل إيرباص للوصول إلى التمويلات الأوروبية”، قال خوسيه مانويل كويرو، المدير التنفيذي لـSolar Mems.
الازدهار التقني في ظل الخوف من الحرب
ومع تسارع النمو في هذا القطاع، تُوظف الشركات الجديدة عدة موظفين أسبوعيًا، لكن القلق من تصاعد النزاعات لا يغيب عن المشهد.
“من الناحية الاقتصادية نحن في وضع جيد… لكن لا نرغب بالحرب. الحديث عن حرب عالمية ثالثة بات مقلقًا”، أضاف زاباتا.