الاحتجاجات تمتد من واشنطن إلى إسطنبول: غضب عالمي في مواجهة الأنظمة! ما القصة؟

احتجاجات في واشنطن ضد سياسات ترامب. Bild: Susan Walsh/AP/TT

دال ميديا: شهدت العديد من دول العالم موجات احتجاجية واسعة النطاق، امتدت من الولايات المتحدة إلى تركيا، ومن البلقان إلى آسيا وإفريقيا. تأتي هذه الاحتجاجات في ظل تزايد الغضب الشعبي من السياسات الحكومية التي يعتبرها المتظاهرون غير فعالة أو قمعية، ما يثير تساؤلات حول قدرة الأنظمة الديمقراطية على الاستجابة لمطالب الشعوب.

“الإجراءات الحكومية المناهضة للديمقراطية هي المحرك الرئيسي لمعظم هذه الاحتجاجات”، يقول الباحثان توماس كاراذرز وجودي لي في تقرير لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.


البلقان: غضب شعبي ضد الفساد والقمع

اندلعت الاحتجاجات في منطقة البلقان لتشمل دولاً مثل البوسنة، مونتينيغرو، مقدونيا الشمالية وصربيا.

  • في صربيا: بدأت الاحتجاجات في نوفمبر الماضي كرد فعل على الفساد الحكومي عقب انهيار سقف مدخل محطة قطارات، لكنها تحولت لاحقاً إلى تظاهرات حاشدة تطالب بـالديمقراطية.

  • في البوسنة: جاءت الاحتجاجات نتيجة التأخر الحكومي في التعامل مع فيضان مدمر.

  • في مقدونيا الشمالية: تصاعد الغضب الشعبي بسبب الفساد وسوء التعامل مع حريق في ملهى ليلي.

  • في مونتينيغرو: اندلعت المظاهرات بعد إطلاق نار جماعي وسوء إدارة الأزمة من قبل السلطات.


أوروبا: مواجهة السياسات القمعية

تواجه بعض دول أوروبا احتجاجات متصاعدة نتيجة سياسات قمعية:

  • في المجر: أقر البرلمان قانوناً يحظر مسيرات الفخر للمثليين ويعتمد على تقنيات التعرف على الوجه.

  • في إسرائيل: تظاهر الآلاف ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب تكثيف السلطة السياسية وإقالة رئيس جهاز الأمن العام.

  • في اليونان: استمرت الاحتجاجات عقب حادث قطار مميت بسبب تقصير حكومي في ضمان السلامة.


آسيا: صراع الديمقراطية والسلطة

  • في كوريا الجنوبية: أثار إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في ديسمبر الماضي موجة غضب، استمرت حتى بعد رفع الأحكام، مع مطالبات شعبية بعزله.

  • في تركيا: اندلعت المظاهرات بعد اعتقال أحمد أوزر، رئيس بلدية إيسنيورت، وأكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول، في مارس الماضي.


الولايات المتحدة: احتجاجات ضد سياسات ترامب

شهدت بعض المدن الأمريكية احتجاجات محدودة ضد سياسات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، بما في ذلك إجراءات التغير المناخيوقرارات إيلون ماسك المتعلقة بالتكنولوجيا.


لماذا تتزايد الاحتجاجات؟

يرى الباحثان أن السبب الرئيسي وراء هذه الاحتجاجات يكمن في السياسات الحكومية المناهضة للديمقراطية أو الفشل في التعامل مع الأزمات.

“في بعض الحالات، تكون التلاعبات الانتخابية هي المحرك، كما في جورجيا وموزمبيق. وفي حالات أخرى، يكون ضعف الاستجابة الحكومية سبباً مباشراً”، يوضح الباحثان.

مستقبل الديمقراطية: هل تهدد الاحتجاجات استقرار الأنظمة؟

تثير هذه الاحتجاجات تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية في العالم. هل يمكن أن تكون هذه التحركات دافعًا نحو إصلاح الأنظمة، أم أنها قد تؤدي إلى زيادة القمع؟

“الخطوات الحكومية التي تقمع الحريات تشكل تهديدًا مباشرًا للديمقراطية، ما يجعل هذه الاحتجاجات ضرورة للحفاظ على حقوق المواطنين”، يختتم الباحثان.

المزيد من المواضيع