بينما تسعى تركيا منذ مدة لاستعادة علاقاتها مع سوريا بعد قطيعة استمرت نحو 13 عاماً، أكدت مصادر في وزارة الدفاع التركية مقتل 1427 من عناصر حزب العمال الكردستاني في العراق وسوريا منذ بداية العام الحالي في ضربات للجيش التركي، بينهم 72 خلال الأسبوع الماضي.
إرادة واضحة للتعاون
وذكرت المصادر في بيان نشرته وسائل إعلام حكومية، أن القوات التركية تمكنت خلال الأسبوع الماضي من القبض على 340 شخصًا حاولوا عبور الحدود بطرق غير قانونية، بينهم 4 أعضاء في تنظيمات تصنفها أنقرة بالإرهابية. كما منعت 863 شخصاً من عبور الحدود. ومنذ بداية العام، بلغ عدد الموقوفين أثناء محاولتهم العبور غير القانوني 6707 أشخاص، بينما تم منع 65225 شخصًا من عبور الحدود، وفق ما ذكره البيان.
وفيما يتعلق بعودة العلاقات مع سوريا، أكدت مصادر في وزارة الدفاع أن الرئيس التركي أبدى إرادة واضحة في موضوع الحوار. وأضافت أن القوات التركية تتواجد في سوريا بهدف تحييد الهجمات والتهديدات الإرهابية التي تستهدف أراضيها، وحماية حدودها، ومنع إقامة ممر إرهابي في شمال سوريا الذي يُراد إحداثه بطريقة مفاجئة، وذلك ضمن إطار مبدأ الدفاع المشروع، وفق كلامها.
التطبيع بين سوريا وتركيا يصطدم بملفات شائكة
منذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قدمت أنقرة دعماً أساسياً للمعارضة السياسية والعسكرية، كما شنت منذ العام 2016 ثلاث عمليات عسكرية واسعة في سوريا، استهدفت بشكل أساسي المقاتلين الكرد، وتمكنت قواتها بالتعاون مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة على منطقة حدودية واسعة في شمال سوريا. في حين تشترط دمشق الانسحاب التركي الكامل لإجراء أي مفاوضات.
تطورات كثيرة في الأسابيع الأخيرة
إلا أن الأسابيع الأخيرة شهدت تطورات كثيرة في هذا الملف. دعا الرئيس التركي مرارا نظيره السوري لزيارة، في حين أكد الأخير أنه لا يمانع عودة العلاقات لكنه طالب بمزيد من التفاصيل عن الأهداف. هذا الحراك السياسي يعكس محاولة تركيا توسيع نطاق نفوذها وضمان أمنها القومي عبر الحدود.
في هذا السياق، تسعى تركيا إلى موازنة جهودها بين تطبيع العلاقات مع سوريا ومواصلة عملياتها العسكرية ضد المقاتلين الكرد الذين تعتبرهم تهديداً لأمنها. هذه العمليات لم تتوقف منذ بداية العام، حيث تمكن الجيش التركي بحسب ما يقوله المسؤولين الأتراك من تحقيق العديد من الإنجازات العسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في كل من العراق وسوريا، مما يؤكد استمرار السياسة التركية في حماية حدودها ومواجهة التهديدات الإرهابية كما تدعي أنقرة.
التطورات الأخيرة في إقليم كردستان
وفي إطار العمليات العسكرية الأخيرة في مناطق إقليم كردستان ضد القوات الكردية، شنت القوات التركية سلسلة من الهجمات الجوية والبرية المكثفة. تم استهداف معسكرات ومواقع لحزب العمال الكردستاني في جبال قنديل ومناطق أخرى في الإقليم. وأسفرت هذه العمليات عن تدمير العديد من الأهداف الاستراتيجية وتحييد عدد كبير من المقاتلين. وفقاً لما يقوله المسؤولين الأتراك و وسائل إعلامه، فإن العمليات التركية تسببت أيضاً في نزوح عدد من السكان المدنيين في المناطق المستهدفة، مما أثار انتقادات من قبل بعض الجهات الإنسانية والدولية.
تظل العلاقة بين تركيا وسوريا معقدة، مع وجود رغبة تركية واضحة في الحوار والتعاون، مقابل شروط سورية صارمة تتعلق بالانسحاب التركي الكامل. وبينما تستمر العمليات العسكرية التركية في المناطق الكردية، بما في ذلك إقليم كردستان، يبقى مستقبل العلاقات بين البلدين رهيناً بالتطورات الميدانية والسياسية.