بريطانيا تطلق “الجدة AI” لردع المحتالين الهاتفيين
في خطوة مبتكرة لمكافحة الاحتيال الهاتفي، أطلقت شركة الاتصالات البريطانية O2 تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أطلق عليها اسم “dAIsy”، أو ما يُعرف بـ”الجدة AI”. تم تصميم هذه التقنية لاستنزاف وقت المحتالين من خلال محادثات ممتدة تحاكي الأسلوب الودي لكبار السن، ما يجعل المحتالين يضيعون وقتهم دون تحقيق أي مكاسب.
كيف تعمل التقنية؟
تم تخصيص رقم هاتف افتراضي للجدة AI، حيث يتم إدخال الرقم في القوائم التي يستخدمها المحتالون للاتصال بضحاياهم المحتملين. عند الاتصال، يتفاعل الذكاء الاصطناعي بصوت يبدو واقعيًا جدًا، ويبدأ محادثات حول مواضيع عادية مثل العائلة، القطط، أو هوايات مثل الحياكة. الهدف هو إرباك المحتال وإطالة المحادثة قدر الإمكان.
إيفيلينا غالي، مراسلة تقنية في Sveriges Radio P3، توضح الفكرة قائلة: “O2 وضعت الرقم في القوائم التي يعتمد عليها المحتالون، مما يجعلهم يقعون في فخ محادثات بلا جدوى مع AI مصمم لاستنزاف وقتهم.”
خطوة رمزية أم فعالة؟
رغم الإشادة بالإبداع، ترى غالي أن التقنية ذات تأثير محدود بالنظر إلى العدد الهائل من المحتالين. “إنها أشبه بقطرة في محيط واسع. الذكاء الاصطناعي يستنزف وقت شخص واحد فقط في كل مرة،” تقول غالي.
لكنها ترى أن المبادرة تحمل أهمية رمزية للتأكيد على ضرورة توخي الحذر عند التحدث مع الغرباء عبر الهاتف. وتضيف: “AI أصبح متقدمًا جدًا لدرجة أنه يمكن أن يخدع حتى المحتالين أنفسهم بصوت يبدو طبيعيًا تمامًا.”
قيود على التقنية في السويد
رغم نجاح التقنية في بريطانيا، فإن تطبيقها في السويد يبدو مستبعدًا حاليًا بسبب القوانين الأوروبية الصارمة المتعلقة بالشفافية في استخدام الذكاء الاصطناعي.
توضح غالي: “بدءًا من العام المقبل، ستتطلب القوانين الأوروبية أن يتم إبلاغ الشخص بأنه يتحدث مع AI. هذا يجعل استخدام مثل هذه التقنية أقل جاذبية أو فعالاً في السويد.”
مواجهة الاحتيال بطرق جديدة
تقنية “الجدة AI” ليست الحل النهائي لمشكلة الاحتيال الهاتفي، لكنها تمثل خطوة مبتكرة لزيادة الوعي بخطورة الظاهرة وضرورة التحقق من هوية المتصلين. كما أنها تبرز إمكانيات الذكاء الاصطناعي في التصدي لتحديات أمنية واجتماعية معقدة.
هل يمكن أن تتبنى دول أخرى مثل هذه التقنيات في المستقبل؟ وهل يمكن تحسينها لجعلها أداة أكثر تأثيرًا على نطاق أوسع؟ الوقت وحده كفيل بالإجابة.
المصدر: tv4