ستوكهولم: شهدت حركة القطارات بين ستوكهولم (Stockholm) و يوتبوري (Göteborg) توقفاً شبه كامل بسبب ظاهرة مناخية تعرف بـ”الجليد المدرع”، مما تسبب في اضطرابات واسعة وتأجيل آلاف الرحلات.
في اليوم الأول من العام الجديد، وجد العديد من المسافرين أنفسهم عالقين بين أكبر مدينتين في السويد نتيجة تراكم الجليد على أسلاك الكهرباء في منطقة Laxå، إحدى النقاط الرئيسية لمرور القطارات على هذا المسار. الجليد المدرع، الذي يتكون بسبب تقلبات حادة في درجات الحرارة مع ارتفاع الرطوبة، حال دون وصول الكهرباء إلى القطارات، ما أدى إلى توقفها بشكل مفاجئ.
العمل اليدوي لإزالة الجليد يبطئ الحل
صرح بنيت أولسون، رئيس قسم الإعلام في هيئة النقل السويدية (Trafikverket)، أن إزالة الجليد تتطلب جهداً شاقاً وعناية فائقة. العملية تستلزم إيقاف الكهرباء تماماً عن الأسلاك التي تحتوي على تيار عالي الجهد يبلغ 16,000 فولت. وأوضح أولسون:
“يجب أن تُرفع فرق العمل في عربات خاصة إلى مستوى الأسلاك، ومن ثم يُزال الجليد يدوياً عن كل متر تقريباً من الخطوط.”
وأضاف أن هذه الظاهرة المناخية صعبة التنبؤ وتستغرق وقتاً أطول من المتوقع لمعالجتها:
“العمل جارٍ ليلاً ونهاراً، ولكن الظروف الجوية تُصعب المهمة بشكل كبير.”
تأخيرات واسعة وتأثيرات على المسافرين
على الرغم من جهود هيئة النقل، استمرت الاضطرابات في حركة القطارات حتى يوم الخميس. وبحسب SJ، المشغل الرئيسي للقطارات في السويد، فقد أُعيد فتح مسار واحد في منطقة Laxå، إلا أن العديد من الرحلات ما زالت تشهد تأخيرات كبيرة. صرح يوهانس كليريس، المتحدث باسم شركة SJ:
“قمنا بتجربة قطارات فارغة للتأكد من أمان المسار، ونواصل العمل لإعادة تشغيل الرحلات بشكل منتظم.”
مسافرون عالقون وتجربة محبطة
كان أنتون جيوبل، أحد الركاب الذين تأثرت رحلاتهم، قد خطط للسفر من ستوكهولم إلى يوتبوري يوم رأس السنة. لكن بدل الوصول إلى وجهته، اضطر إلى البقاء في العاصمة وحجز غرفة فندقية. قال أنتوني:
“كانت تجربة مرهقة للغاية. لم أتمكن حتى الآن من معرفة موعد رحلتي القادمة، وقد أضطر إلى قضاء ليلة أخرى هنا.”
الأسباب وراء ظاهرة الجليد المدرع
يحدث الجليد المدرع عندما تنخفض درجات الحرارة بشكل مفاجئ بينما تكون الرطوبة في الهواء مرتفعة. هذه الظاهرة تؤدي إلى تكوين طبقة صلبة من الجليد على الأسلاك الكهربائية، مما يمنع تدفق التيار الكهربائي إلى القطارات. وأكدت هيئة النقل أن هذه الظروف الجوية “غير متوقعة وصعبة التنبؤ”، ما يجعل التعامل معها تحدياً كبيراً.
استمرار الجهود لإعادة الحركة
حتى الآن، لم تعلن هيئة النقل عن موعد نهائي لحل المشكلة بالكامل. وفيما يعمل فريقها على إزالة الجليد، تُنصح المسافرون بالتحقق من حالة رحلاتهم قبل التوجه إلى المحطات، حيث تُحدث التوقعات بانتظام.
هذه الأزمة تبرز التحديات التي يواجهها قطاع النقل في التعامل مع التغيرات المناخية المفاجئة، وهو ما قد يدفع إلى تطوير تقنيات جديدة للتعامل مع مثل هذه الظواهر مستقبلاً.
المصدر: svt