دال ميديا: في مبادرة غير مسبوقة تمزج بين الذكاء الجماعي والتحليل الاستراتيجي، أطلق المعهد السويدي لأبحاث الدفاع الشامل (FOI) مشروعًا بالتعاون مع أوكرانيا، يهدف إلى جمع توقعات مستقبلية من المواطنين السويديين لدعم كييف في قراراتها الدفاعية ضد الحرب الروسية.
المشروع، الذي يحمل اسم Glimt، يشمل أسئلة تتعلق بتطورات سياسية وعسكرية محتملة، مثل:
+ هل سيجتمع ترامب وبوتين؟
+ هل ستغزو روسيا جورجيا؟
+ كم من الوقت قد تستمر هدنة مستقبلية؟
“الحكمة لا تقتصر على الخبراء”
يقول إيفار إيكمان، محلل في FOI ومدير المشروع:
“ليست لدينا فكرة مسبقة عن مكان وجود القدرة التنبؤية، لكننا نعلم أنها موجودة هناك في مكان ما بين الناس”.
ورغم أن المشاركين لا يُطلب منهم أن يكونوا خبراء، إلا أن الخوارزميات تمنح وزنًا أكبر بمرور الوقت لمن يقدمون توقعات دقيقة، بينما يُقلّل من تأثير أولئك الذين تظهر لديهم ميول أيديولوجية واضحة أو يقدمون تنبؤات خاطئة باستمرار.
تقنية “التنبؤ الجماعي” وصلت إلى أوكرانيا
يعتمد المشروع على ما يُعرف بأسلوب التنبؤ الجماعي (Crowd Forecasting)، وهي تقنية طوّرتها الولايات المتحدة وساهمت في دعم أجهزة استخبارات مثل MI6 البريطانية.
ويوضح إيكمان:
“ليست مجرد عملية حساب متوسط التوقعات، بل هناك معالجة دقيقة للبيانات تفرز رقماً ثبت أنه من أدق الوسائل للتنبؤ بالمستقبل حتى الآن”.
أوكرانيا تحدد الأسئلة… والسويد تجمع الإجابات
حتى الآن، شارك أكثر من 16,000 مستخدم سويدي في المنصة، وقدّموا ما يزيد عن 70,000 تقييم وتوقع مستقبلي.
وتُعد الحكومة الأوكرانية هي الجهة التي تحدد نوعية الأسئلة المطروحة، بينما تبقى طريقة استخدام التوقعات في صناعة القرار العسكري والسياسي أمرًا داخليًا لا يتدخل فيه الجانب السويدي.
“لن نكون طرفًا في كيفية دمج هذه التوقعات في عملية اتخاذ القرار الأوكرانية، فهذا قرارهم وحدهم”، يقول إيكمان.
تمويل مؤقت… والمستقبل مرهون بالنتائج
المشروع ممول من البرلمان السويدي حتى نهاية العام، ويأمل القائمون عليه أن يشكل نموذجًا فعالًا لدعم الديمقراطيات عبر الذكاء المجتمعي، خاصة في ظل الأزمات العالمية المعقدة.
المصدر: SVT