السويد تعزز دفاعاتها المحلية: إنشاء قوة إقليمية جديدة لمواجهة التهديدات المتزايدة بعد الانضمام إلى الناتو

Foto: Magnus Hallgren
Foto: Magnus Hallgren

مع تحول السويد إلى عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تتغير مهمات القوات المسلحة السويدية بشكل كبير. لم تعد المهام الدفاعية مقتصرة على حماية الأراضي السويدية فقط، بل أصبحت تشمل الدفاع عن الدول الأعضاء في الناتو، مثل فنلندا ودول البلطيق، في حال اندلاع أي صراع مع روسيا. هذا الوضع الجديد قد يترك بعض مناطق السويد مكشوفة وغير محمية بشكل كافٍ، خصوصًا مع تصاعد التهديدات التي تشمل الهجمات الجوية وعمليات التخريب.

التحدي الرئيسي:

رئيس الأركان يونّي ليندفورس حذر من أن الجيش السويدي سيواجه تهديدات جديدة، بما في ذلك هجمات جوية وعمليات تخريب تستهدف البنية التحتية الحيوية مثل الجسور، المخازن، محطات القطارات، والمطارات. وقال إن هذه التهديدات قد تأتي من مجموعات صغيرة تحاول تعطيل الحياة المدنية وزعزعة استقرار الاقتصاد، مما يستدعي استجابة جديدة لتلك التحديات.

إنشاء قوات الدفاع الإقليمي:

في ظل هذه التحديات، تعمل الحكومة السويدية بالتعاون مع القوات المسلحة على إنشاء قوة جديدة تسمى بقوات الدفاع الإقليمي “territorialförsvaret”. ستتألف هذه القوة من جنود متقدمين في العمر سيتم استدعاؤهم لتعزيز الدفاع في المناطق الريفية والنائية. هذه القوات ستكمل دور الدفاع المدني، الذي يشمل وحدات مثل الحرس الوطني أو ما يعرف بـ”الهومفارن”.

يهدف هذا البرنامج الجديد إلى سد الفجوات المحتملة في الدفاع، مع إمكانية تحريك القوات بسرعة إلى المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، حيث قد تكون البنية التحتية أكثر عرضة للهجمات.

الخطة الحكومية المقبلة:

ستعرض الحكومة السويدية قريبًا خططها المستقبلية حول تطوير الدفاع على مدى السنوات الخمس المقبلة. يتوقع أن تشمل هذه الخطط تخصيص موارد إضافية لتعزيز القدرات الدفاعية وتعزيز الشراكات مع دول الناتو. مجلس النواب السويدي سيصوت على هذه الخطط بحلول شهر ديسمبر المقبل، ومن المتوقع أن يتم تضمين تحديثات حول كيفية تمويل وإدارة القوات الجديدة.

أهمية تحديث القدرات الدفاعية:

تأتي هذه الخطوات في وقت حرج بالنسبة للسويد، التي تسعى لتعزيز دفاعاتها الداخلية في ظل التهديدات المتزايدة من روسيا. انضمام السويد إلى الناتو يلقي بمسؤولية كبيرة على عاتقها، حيث يجب عليها ليس فقط حماية حدودها، ولكن أيضًا التعاون مع دول الحلف الأخرى في حماية أوروبا.

لماذا الآن؟

جاء هذا التحول في السياسة الدفاعية بعد أن لاحظت السويد تصاعد التوترات في منطقة بحر البلطيق والهجمات الإلكترونية والتهديدات المستمرة من روسيا. مع زيادة التوترات العسكرية، يجب على السويد أن تتكيف بسرعة وتضمن أن دفاعاتها المحلية قوية بما يكفي لردع أي هجمات محتملة.

تحديات المستقبل:

على الرغم من أن الحكومة تعمل على تعزيز قدراتها الدفاعية، إلا أن التحدي الأكبر سيكون في التأكد من أن جميع المناطق، حتى النائية منها، ستكون محمية بشكل كافٍ في حالة نشوب أي صراع.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع