تستعد السويد لتولي قيادة قوة ناتو جديدة سيتم إنشاؤها في فنلندا، كجزء من استراتيجية حلف الناتو لتعزيز وجوده العسكري على الحدود الشرقية لأوروبا. هذا الإعلان يأتي في وقت حرج حيث يواصل الناتو توسيع وتعزيز قدراته الدفاعية في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.
خلفية استراتيجية “قوات الأرض المتقدمة” (FLF)
منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014، أطلق الناتو مبادرة “قوات الأرض المتقدمة” (FLF) التي تتضمن إنشاء ثماني فرق عسكرية على طول الحدود الشرقية لحلف الناتو، تمتد من بلغاريا في الجنوب إلى إستونيا في الشمال. كل فرقة يتم تنسيقها من قبل دولة راعية، التي تشرف على العمليات وتنسق الجهود بين الدول الأعضاء.
المرحلة الجديدة: قوة ناتو في فنلندا
الآن، يجري التخطيط لإنشاء قوة ناتو جديدة في فنلندا، وسيتولى السويد قيادة هذه القوة. لكن التفاصيل حول حجم ومهام هذه القوة ما زالت غير واضحة. ستختلف هذه القوة عن القوات السابقة في FLF، حيث ستبدأ بوجود محدود وتركز على تنظيم التدريبات وبناء القدرة على تعزيز القوات مؤقتاً إذا لزم الأمر.
الوزير السويدي للدفاع، بؤل جونسون، أكد أن الإسهام السويدي في هذه القوة سيشمل ضباط أركان فقط، لكنه لم يكشف عن عددهم. في المقابل، وزير الدفاع الفنلندي، أنتي هكنن، أكد أن التفاصيل الدقيقة، بما في ذلك موقع تمركز القوة السويدية في فنلندا، لم تُحدد بعد، مع توقعات بأن تكون في شمال البلاد.
أهمية وقيمة القوة الجديدة
القوة الجديدة ستلعب دوراً حاسماً في تعزيز الاستجابة السريعة للأزمات في المنطقة. الهدف هو تحسين التنسيق بين الدول الأعضاء في الناتو وتوفير القدرة على تعزيز القوى في حالات الطوارئ. كما أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام السويد بتعزيز أمن المنطقة وتقديم دعم إضافي للحلفاء في الناتو.
توقيت وتحديات التنفيذ
من المتوقع أن تكون القوة جاهزة للعمل خلال سنة إلى سنتين. وفي إطار هذه الخطط، قد يتم إشراك دول أخرى في الناتو لتعزيز القوة وتوسيع نطاق عملها. هذا التعاون يعكس التزام الناتو بتعزيز قدراته الدفاعية في المنطقة ومواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة.
القرار النهائي بشأن قيادة السويد للقوة لم يُتخذ بعد، ولكن التحضيرات جارية بالتعاون مع الناتو، ومن المتوقع أن تتضح المزيد من التفاصيل في الأشهر المقبلة.