الضوء عاد.. لكن أين الطاقة؟ أسرار خمول الربيع من خبراء النوم

الخمول مع بدء الربيع.

دال ميديا: رغم أن فصل الربيع يُبشّر بانبعاث الحياة والنشاط بعد شهور الشتاء القاتمة، إلا أن العديد من الأشخاص يُصابون بما يُعرف بـ”خمول الربيع” أو Vårtrötthet، وهو شعور بالتعب والكسل رغم زيادة ضوء النهار ودفء الطقس.

وفي لقاء مع برنامج “Efter fem” على قناة TV4، أوضحت الدكتورة لينا لايسنر، أخصائية النوم والباحثة في هذا المجال، أن الجسم يحتاج إلى وقت للتكيّف مع التغيرات الموسمية، مشيرة إلى أن “الاعتقاد بأننا سننطلق بكامل طاقتنا فجأة مع ظهور الشمس هو أمر غير واقعي، لأن الجسم بحاجة إلى وقت ليبدأ بالعمل من جديد بعد أشهر من الركود”.

فصل النور… لكنه لا يعني النشاط للجميع

رغم شعور الكثيرين بالتحسن مع قدوم الربيع، إلا أن البعض يعاني من إرهاق جسدي وعقلي يمنعه من الاستمتاع بهذا التغيير الإيجابي. وتقول روسّانا ريسالِتي، إحدى المتأثرات بهذه الظاهرة:

“أشعر بالتعب، لا أرغب في الخروج أو تناول الطعام بالخارج، كل ما أريده هو البقاء في البيت والنوم باكرًا”.

لماذا نشعر بالتعب رغم انتهاء الشتاء؟

تشير د. لايسنر إلى أن فصل الشتاء يضعف جهاز المناعة ويجعل الجسم عرضة للفيروسات والأمراض المختلفة، ما يترك أثرًا تراكميًا على الصحة العامة. وعندما يأتي الربيع، تكون الطاقة الجسدية والنفسية قد استُهلكت، ويحتاج الجسم إلى وقت للتعافي وإعادة التوازن.

كما يُعد نقص التعرض للضوء الطبيعي خلال الشتاء أحد أسباب ضعف النوم وقلة النشاط، مما يُعزز الشعور بالخمول حتى بعد زيادة ساعات النهار.

نصائح لتجاوز خمول الربيع

تؤكد د. لايسنر أن السر يكمن في التدرّج وعدم المبالغة في التوقعات. وتوصي بـ:

  • عدم الضغط على النفس للقيام بكل ما لم يُنجز خلال الشتاء.
  • زيادة الأنشطة تدريجيًا بدلاً من التسرّع.
  • الاستمتاع بالضوء الطبيعي والتعرض له يوميًا.
  • التركيز على الراحة النفسية وتقليل التوتر الناتج عن الطموحات الزائدة.

وتختتم بقولها:

“إن الإرهاق قد لا يكون بسبب الطقس بل بسبب إحساسنا بأننا لا ننجز ما نتمنى، وهذه المقارنة المتعبة بين الرغبة والقدرة هي ما يُنهكنا فعليًا”.

المزيد من المواضيع