تشهد الطرق السويدية خلال عطلة الفصح واحدة من أكثر الفترات ازدحامًا وخطورة في العام، حيث تسجّل نسب الحوادث المرورية ارتفاعًا ملحوظًا يتكرر سنويًا. وكشفت شركة “دينا فورشيكرينغار” للتأمين بالتعاون مع مصلحة المرور السويدية عن قائمة تضم 30 طريقًا تُعدّ من بين الأكثر تعرضًا للحوادث خلال هذه الفترة، مع تصدر طريق E4 بين هيلسينبوري وسوندسفال للمشهد بوصفه الأخطر.
وبحسب التقرير، فإن الأسباب الرئيسية لمعظم الحوادث لا تتعلق بحالة الطرق أو الطقس، بل بسلوكيات القيادة المتهورة، مثل السرعة الزائدة، وعدم ترك المسافات الآمنة، والانشغال أثناء القيادة. ويؤكد خبراء في السلامة المرورية أن حجم حركة المرور يتضاعف خلال عطلة الفصح، ما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث في حال لم يلتزم السائقون بقواعد المرور الأساسية.
تفتيشات مرورية وملاحظات الشرطة
في حملة تفتيش مروري نُفذت على الطريق الأوروبي E6 بين مالمو وهيلسينبوري، التقت قناة TV4 بالشرطي يوآكيم أبراهامسون من شرطة المرور في هيلسينبوري، الذي شدد على أهمية الالتزام بالمسافة والسرعة، قائلاً:
“لو أن جميع السائقين حافظوا على المسافة القانونية والتزموا بالسرعة المحددة، لكان من الممكن تجنب غالبية الحوادث. الفارق بين وقوع حادث وعدم وقوعه قد يكون ثانية واحدة فقط.”
وأشار أبراهامسون إلى أن طرقًا مثل E4 وE6 ليست مجرد شرايين رئيسية لنقل البضائع بين جنوب وشمال السويد، بل هي أيضًا معابر دولية باتجاه النرويج وفنلندا، ما يجعل كثافتها المرورية أكبر خلال العطلات الرسمية، مضيفًا أن السلوكيات الخاطئة تبقى ثابتة رغم تضاعف عدد المركبات، مما يرفع مستوى الخطر.
أكثر الطرق خطورة بحسب الإحصاءات
أظهرت الإحصاءات المستندة إلى بيانات هيئة النقل أن الطرق الأوروبية السريعة تأتي في مقدمة قائمة الحوادث، مع تسجيل E4 أعلى نسبة من الحوادث، يليه طريق E18 بين ستوكهولم وإنشوبينغ، ثم طريق E6 الممتد من مالمو مرورًا بغوتنبرغ. وتشمل القائمة أيضًا طرقًا فرعية ووطنية معروفة بخطورتها خلال عطلات الأعياد مثل E22، وE20، والطريق 55.
فيما يلي أبرز خمسة طرق صنفت بالأخطر خلال عطلة الفصح:
-
E4: هيلسينبوري – سوندسفال
-
E18: ستوكهولم – إنشوبينغ
-
E6: مالمو – غوتنبرغ
-
E20: مالمو – ستوكهولم
-
E22: مالمو – لوند، كالمار – نورشوبينغ
توصيات لتجنب الحوادث
قدّم الضابط أبراهامسون مجموعة من التوصيات المباشرة للسائقين الراغبين في السفر خلال الفصح، أبرزها:
-
التأكد من تثبيت الحمولة داخل المركبة بطريقة آمنة لتجنب تحركها أثناء الفرملة.
-
الانطلاق في وقت مبكر وعدم محاولة تعويض الوقت الضائع عبر السرعة.
-
الالتزام بالسرعة المحددة لكل طريق وظروفه.
-
الحفاظ على مسافة أمان كافية تسمح برد فعل مناسب في حال الطوارئ.
وأكد أبراهامسون أن اتباع هذه الإرشادات البسيطة من شأنه أن يقلل بشكل ملحوظ من عدد الحوادث ويجعل الطرق أكثر أمانًا للجميع.
و يرى مراقبون أن تكرار مثل هذه الإحصاءات السنوية يعكس فشلًا في تغيير ثقافة القيادة لدى فئة من السائقين، خاصةً في الفترات التي تشهد ازدحامًا استثنائيًا. وتطالب جهات معنية بالسلامة المرورية بزيادة التوعية، إلى جانب تعزيز الرقابة وتوسيع حملات التفتيش في فترات العطلات الرسمية، بالإضافة إلى إعادة النظر في تصميم بعض الطرق الأكثر خطورة.
كما تشير بيانات شركات التأمين إلى أن غالبية الحوادث خلال عطلة الفصح تتسبب بخسائر مادية جسيمة، إلى جانب وقوع إصابات بشرية بعضها خطير، وهو ما يدفع باتجاه مطالبة الجهات الرسمية بإجراءات وقائية صارمة.
المصدر: قناة TV4