دال ميديا: مع اقتراب نهاية الشتاء، تزداد ساعات النهار تدريجيًا، مما يمنح سكان السويد إحساسًا متجددًا بالحياة بعد أشهر من الظلام. فبعد الانقلاب الشتوي في 21 ديسمبر، وهو أقصر يوم في العام، بدأ النهار يطول بشكل ملحوظ، وخاصة في المناطق الشمالية.
المناطق الشمالية: أكبر زيادة في ساعات النهار
في كيرونا، الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية، كانت التأثيرات واضحة بشكل ملحوظ. بعد أسابيع من الليل القطبي، الذي يتميز بعدم ظهور الشمس فوق الأفق، بدأت الشمس بالظهور مجددًا مع مرور الوقت. منذ يوم الانقلاب الشتوي، ارتفعت مدة النهار بأكثر من 6 ساعات ونصف الساعة.
في كيرونا، قد يعني ذلك تغييرًا جذريًا في حياة السكان. فالظلام المستمر يمكن أن يؤثر على الحالة المزاجية والنشاط اليومي، ولذلك فإن عودة الضوء تُعد حدثًا يُحتفل به في كل عام.
الجنوب: تحسن أقل وضوحًا لكنه مرحب به
في مناطق مثل مالمو، الواقعة جنوب السويد، تكون زيادة ساعات النهار أقل وضوحًا، لكنها لا تزال مهمة. منذ الانقلاب الشتوي، زادت مدة النهار بحوالي ساعتين، وهي زيادة كافية لملاحظة فارق كبير في النشاط اليومي، مثل ممارسة الرياضة في الهواء الطلق أو التخطيط لمهام بعد العمل.
الظاهرة متكررة لكن تأثيرها ملموس
من الناحية العلمية، تحدث هذه الظاهرة سنويًا بسبب ميل محور الأرض ودورانها حول الشمس. في نصف الكرة الشمالي، يتزامن الانقلاب الشتوي مع النقطة التي يميل فيها القطب الشمالي أبعد ما يمكن عن الشمس. وبعد هذا التاريخ، يبدأ الضوء بالتسلل تدريجيًا، حيث تزداد الشمس ارتفاعًا فوق الأفق، وتبدأ الأيام تطول حتى تصل إلى ذروتها في الانقلاب الصيفي في 21 يونيو.
أهمية النهار الطويل على الحياة اليومية
- الصحة النفسية: زيادة ساعات النهار تؤدي إلى تحسين المزاج وتقليل الأعراض المرتبطة بالكآبة الشتوية، مثل التعب وانخفاض النشاط.
- الأنشطة الخارجية: مع المزيد من ضوء النهار، يمكن للناس الاستمتاع بالمشي، التزلج، وركوب الدراجات لفترات أطول.
- الاقتصاد المحلي: تزداد الأنشطة التجارية والسياحية، خاصة في المناطق التي تعتمد على الزوار الذين يفضلون الأنشطة الخارجية.
بالتالي، بينما تبدو الظاهرة مألوفة ومتكررة، فإن تأثيرها النفسي والاجتماعي يظل عميقًا ومهمًا للسكان الذين اعتادوا على تقلبات الضوء والظلام الشديدة.
