دال ميديا: أعلنت منظمة Bulletin of the Atomic Scientists، التي تدير ساعة القيامة منذ عام 1947، أن البشرية أصبحت الآن على بعد 89 ثانية فقط من منتصف الليل، وهو أقرب توقيت للكارثة العالمية تم تسجيله على الإطلاق. ويمثل هذا الإعلان تحذيرًا شديدًا بشأن التهديدات المتزايدة التي تواجه العالم، بما في ذلك تصاعد التوترات النووية، تغير المناخ، المخاطر البيولوجية، والتطور السريع للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري.
تحذير عالمي من خطر وشيك
في بيان رسمي، أوضحت المنظمة أن الساعة لم تكن بهذا القرب من منتصف الليل في تاريخها الممتد على مدى 77 عامًا، مشيرة إلى أن التهديدات التي تواجه البشرية تتزايد بوتيرة متسارعة، في ظل غياب إجراءات فعالة من الحكومات للحد من المخاطر.
وقالت المنظمة في مؤتمر صحفي: “أي تحرك، ولو لثانية واحدة أقرب إلى منتصف الليل، يجب أن يُنظر إليه كمؤشر على خطر شديد، وتحذير واضح بأن كل ثانية من التأخير في التصدي لهذه المخاطر تزيد من احتمال وقوع كارثة عالمية لا رجعة فيها.”
الأسباب الرئيسية لاقتراب ساعة القيامة من منتصف الليل
1- التهديد النووي المتصاعد
- الحرب في أوكرانيا تهدد بالتصعيد إلى صراع نووي كارثي، حيث حذرت المنظمة من أن أي خطأ استراتيجي أو حادث غير مقصود قد يؤدي إلى مواجهة نووية واسعة النطاق.
- الصراع في الشرق الأوسط يمكن أن يتحول إلى حرب إقليمية كبرى، وسط مخاوف من توسيع الأعمال العسكرية دون سابق إنذار.
- الدول النووية، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين، تستثمر بشكل مكثف في تحديث ترساناتها النووية، مما يزيد من احتمالية استخدام هذه الأسلحة مستقبلاً.
- هناك مخاوف متزايدة من انتشار الأسلحة النووية، حيث تفكر بعض الدول التي لم تكن تمتلك هذه التكنولوجيا من قبل في تطوير قدراتها النووية، مما قد يؤدي إلى سباق تسلح عالمي جديد.
2- التغير المناخي والكوارث البيئية
- حذرت المنظمة من أن درجات الحرارة العالمية سجلت أرقامًا قياسية في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى حرائق غابات غير مسبوقة، فيضانات مدمرة، وأعاصير عاتية أثرت على ملايين الأشخاص.
- استمرار انبعاثات الغازات الدفيئة يؤدي إلى تفاقم أزمة المناخ، مما يهدد مستقبل الأجيال القادمة ويزيد من عدم الاستقرار العالمي.
- ارتفاع مستويات البحر يهدد بغرق مدن ساحلية بأكملها وتشريد ملايين البشر.
3- التهديدات البيولوجية والأوبئة
- الأمراض الناشئة مثل إنفلونزا الطيور وكوفيد-19 لا تزال تشكل تهديدًا عالميًا، وسط مخاوف من ظهور فيروسات جديدة أكثر خطورة.
- انتشار المختبرات البيولوجية غير الخاضعة للرقابة يزيد من خطر التلاعب بالفيروسات القاتلة أو تسربها عن طريق الخطأ، مما قد يؤدي إلى جائحة جديدة أكثر فتكًا.
4- الذكاء الاصطناعي والتهديدات التكنولوجية
- التطور السريع في الذكاء الاصطناعي يثير قلق العلماء، خاصة مع إمكانية استخدامه في اتخاذ القرارات العسكرية وتنفيذ الهجمات الإلكترونية.
- هناك تحذيرات من أن تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي قتالية يمكن أن يؤدي إلى حروب لا يمكن التحكم فيها، حيث يتم استخدام الروبوتات والأنظمة الآلية لاتخاذ قرارات مميتة دون تدخل بشري.
- انتشار الأخبار المضللة والمعلومات الكاذبة عبر الإنترنت، والتي يمكن أن تستخدم في التأثير على الانتخابات الديمقراطية، إثارة الفوضى، وتقويض الاستقرار العالمي.
5- سباق التسلح في الفضاء
- بعض الدول، مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة، تعمل على تطوير أنظمة أسلحة متقدمة مضادة للأقمار الصناعية، مما يهدد مستقبل الاتصالات العالمية وقد يؤدي إلى نزاعات عسكرية في الفضاء.
هل يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء؟
رغم هذه التحذيرات، أكد العلماء أن الوضع ليس ميؤوسًا منه بعد، مشيرين إلى أن هناك فرصة للابتعاد عن حافة الكارثة إذا اتخذت الحكومات قرارات حاسمة للحد من هذه المخاطر.
- شددت المنظمة على ضرورة إجراء محادثات دولية جادة بين القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، الصين، وروسيا، لإيجاد حلول للحد من التهديدات النووية والتكنولوجية.
- دعت إلى استثمارات عاجلة في مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، لمواجهة أزمة المناخ.
- حثت على تعزيز التعاون الدولي في مجالات الأمن البيولوجي، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، ومنع استخدام التقنيات الحديثة في الحروب.
العالم عند مفترق طرق.. هل نحن مستعدون لاتخاذ القرارات الصعبة؟
مع وصول “ساعة القيامة” إلى 89 ثانية فقط قبل منتصف الليل، أصبح من الواضح أن العالم يواجه أزمة غير مسبوقة تتطلب تحركًا سريعًا وحاسمًا.