
أظهرت النتائج الرسمية للانتخابات العامة في المملكة المتحدة اكتساح حزب العمال البريطاني بقيادة كير ستارمر، مما أدى إلى خروجه من أكثر من عقد من المعارضة وتولي زمام الحكومة مجددًا، ليصبح ستارمر رئيسًا للوزراء رسميًا في وقت لاحق من اليوم.
جاءت النتائج كعقاب من الناخبين المنهكين على حزب المحافظين الذي قاد البلاد خلال سنوات مضطربة شملت مغادرة الاتحاد الأوروبي، وجائحة كوفيد-19، والأزمات الاقتصادية والسياسية المتتالية. في تصريحاته عقب الفوز، أكد ستارمر أمام أنصاره أن التفويض الكبير الذي منحه الناخبون يأتي بمسؤولية ضخمة، معربًا عن التزامه باستعادة ثقة الشعب البريطاني وإعادة تنشيط الاقتصاد.
وقال ستارمر في خطابه مع اقتراب الفجر في لندن: “نعد بتقديم شعاع من الأمل، يبدأ خافتًا ولكنه سيزداد قوة مع مرور الأيام”.
تحديات كبيرة تواجه العمال
رغم الانتصار الساحق، يواجه حزب العمال بقيادة ستارمر تحديات ضخمة تشمل استعادة ثقة ناخبين محبطين بسبب سنوات من الضيق الاقتصادي وتزايد عدم الثقة في المؤسسات العامة. كما يتعين على الحكومة الجديدة التعامل مع تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والأزمات الاقتصادية الناتجة عن الجائحة والحرب في أوكرانيا، إضافة إلى معالجة الفجوات الاجتماعية المتنامية.
وقد تعرض الاقتصاد البريطاني لاضطرابات شديدة خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك الحفلات التي خرقت الإغلاق من قبل رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، والسياسات الاقتصادية غير المستقرة لخليفته ليز تروس، التي استمرت 49 يومًا فقط في منصبها.
انهيار المحافظين في الانتخابات
من جهة أخرى، اعترف زعيم المحافظين ريشي سوناك بالهزيمة قائلاً إن الناخبين أصدروا “حكما صارمًا”، وتركز النتائج على انهيار حزب المحافظين، إذ حصل حزب العمال على نحو 410 مقاعد في مجلس العموم المكون من 650 مقعدًا، بينما تراجع المحافظون إلى 144 مقعدًا.
وأثارت النتائج كارثة سياسية للمحافظين، حيث أدت إلى عقوبات انتخابية عنيفة بعد 14 عامًا من قيادة السياسات التقشفية وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب فضائح سياسية وصراعات داخلية. ومن المرجح أن تؤدي هذه النتيجة إلى تنافس فوري لاختيار زعيم جديد للحزب بعد استقالة سوناك.
الآن، تتجه الأنظار إلى كير ستارمر وحزب العمال في كيفية إدارة المرحلة المقبلة وتقديم التغيير الذي وعدوا به وسط التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة التي تواجه المملكة المتحدة.