دال ميديا: أصبح العمل عن بُعد واقعًا راسخًا في سوق العمل السويدي بعد أن كان مجرد خيار محدود قبل جائحة كورونا. ووفقًا لتقرير جديد صادر عن هيئة الإحصاء السويدية (SCB)، فإن عدد العاملين من منازلهم تضاعف مقارنة بما قبل الجائحة، مع تسجيل زيادة واضحة في ساعات العمل والإنتاجية لدى هذه الفئة، نقلا عن قناة TV4.
من استثناء إلى قاعدة
التقرير، الذي يرصد تطورات سوق العمل بين عامي 2008 و2024، أظهر أن عدد العاملين عن بُعد قفز خلال فترة الجائحة، لكن اللافت أن كثيرين اختاروا الاستمرار بالعمل من المنزل حتى بعد زوال القيود الصحية، مما يشير إلى تحوّل ثقافي عميق في طريقة العمل.
“كثيرون تعودوا على هذه الحرية، وبعضهم يستقيل من وظائفهم فقط من أجل إيجاد عمل يتيح لهم الاحتفاظ بها”، تقول سيري هيله، عالمة نفس ومحللة في بيئة العمل.
إنتاجية أعلى… لكن بشروط
توضح هيله أن العمل من المنزل يمنح الموظف مساحة للتركيز بعيدًا عن الإزعاجات المكتبية، مما ينعكس إيجابًا على جودة الأداء.
“عندما نكون في المنزل، ننجز المهام المركزة بكفاءة لأننا لا نتعرض للمقاطعات المستمرة، مثل الزملاء أو الاجتماعات المفاجئة”.
لكن بالمقابل، تحذر من فقدان التواصل الاجتماعي والتعاون الإبداعي الذي غالبًا ما يولد في الأماكن المشتركة، وتضيف:
“أحيانًا تأتي أفضل الأفكار عند آلة القهوة”.
العمل المرن كعامل جذب في سوق التوظيف
بحسب التقرير، أصبحت إمكانية العمل عن بُعد عاملًا حاسمًا عند اختيار الوظائف. كثير من الموظفين اليوم لا يقبلون وظائف لا تتيح لهم العمل من المنزل ولو جزئيًا، مما دفع العديد من الشركات إلى إعادة التفكير في أنظمتها الداخلية لجذب الكفاءات.
“المرونة باتت ميزة تنافسية واضحة لدى أرباب العمل”، توضح هيله.
لا للرحلة الصباحية… نعم للرفاه النفسي
إحدى أبرز مزايا العمل من المنزل، وفقًا للتقرير، هي التخلص من عناء التنقل اليومي، خاصة لمن يقطنون في مناطق بعيدة عن مقار العمل.
“قلة من الأشياء تُظهر أثرها النفسي السلبي كما تفعل ساعات التنقل الطويلة. إنها وقت ضائع من حياتنا اليومية”، تقول هيله، مؤكدة أن خفض وقت التنقل يرتبط مباشرة بمستويات أعلى من الراحة والرضا العام.