خلال الأعوام الماضية، ارتفعت نسبة انتقال البشر من بلدانهم الأصلية الى مستويات قياسية وفقا للأرقام الصادرة من المنظمات المعنية في هيئة الأمم المتحدة، حيث وصل عدد هؤلاء الأشخاص الى 281 مليون فرد عام 2020مقارنة بـ 173 مليون 2000، وهو ما يمثل أقل من 4 في المائة من مجموع البشر على الكرة الأرضية.
وبالنسبة لطريقة الانتقال أو ترك شخص ما لوطنه الأصلي بسبب ظروف معينة، قد تكون محل جدل للكثيرين أو غير دقيقة عندما نقوم بتسميتها.
المصطلحات الأساسية التي يتم تداولها بكثرة حول العالم، هي المغترب، المهاجر، اللاجئ و طالب اللجوء، أيهما هو الصحيح بالنسبة لحالة كل شخص ترك أرضه و قرر العيش في مكان آخر؟
كتبت الدكتورة شارلوت تايلور، كبيرة المحاضرين في مركز الهجرة في جامعة ساسكس، لـ بي بي سي، حول كيفية استخدام وسائل الاعلام الصفة المناسبة لوصف وضع أشخاص عبروا حدود بلدانهم لأسباب معينة و قرروا العيش في بلد آخر يرونه أنسب لهم.
تشرح شارلوت تايلور المصطلحات التي يتم تداولها بكثرة على وسائل الاعلام بهذه الكلمات:
المغترب:
هو مصطلح يُطلق على شخص انتقل من مكان لآخر من أجل فرصة أفضل للعمل أو لمعيشة أفضل، يعني اذا كنت تعيش في المملكة المتحدة على سبيل المثال، و وجدت فرصة عمل مناسبة أو ظروف معيشية أفضل لفترة معينة من الوقت.
وترى تايلور، ان الأمور تزداد صعوبة وخاصة عندما تتعلق الهجرة بالاسباب السياسية، مثل الأفغان الذين فروا من بلدهم بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في البلاد.
و تعبر تايلور عن مخاوفها بسبب الكلمات التي يتم تداولها في وسائل الاعلام، مثل “موجة، تدفق، سيل وإلى ما هنالك”، حيث تعتقد ان هذه الصفات قد تجعل انباء البلد المستضيف ينظرون الى المهاجرين على انهم “مجرد منتجات وليسوا بشراً”.
المهاجر:
وهي صفة يتم اطلاقها على الشخص الذي ينتقل من بلده الى أخر اجنبي بهدف العيش فيه بشكل دائم. وليس بالضرورة ان يكون قد أجبر على ترك بلده أو طرد منها.
أما عن الفرق بين المهاجر الشرعي والغير شرعي، فهناك فرق شاسع حتى لو كانت الاسباب ذاتها.
فالمهاجر الشرعي، يُسمح له بدخول البلد المقصود بعد تقديم الوثائق الرسمية، بينما غير الشرعي، هو الشخص الذي لا يحمل اية ثبوتيات تدل على شخصه.
تشير شارلوت تايلو، ان وسائل الاعلام غالباً ما تسمي اكثرية الحالات بالهجرة وليس الاغتراب، وهي التي تعني المغادرة للعيش في بلد آخر بشكل دائم.
اللاجئ:
هو الشخص الذي أجبرته الظروف على ترك وطنه، سواء كانت لاسباب تتعلق بالحروب أو الاضطهاد أو بسبب الكوارث الطبيعية، وهي حالة مختلفة تماماً كما تقول تايلور.
“في الوقت الذي تعترف بان شخص ما على انه لاجئي، حينها تقر بان لديه مجموعة من الحقوق المعينة، بسبب تركه لوطنه لظروف خارجة عن إرادته”.
طالب اللجوء:
هذه الصفة قد تكون مناسبة لكل ما سبق، بالرغم من انه يطلب الحماية الدولية في بلد آخر.
انها صفة تشمل الاشخاص الذين يخاطرون بحياتهم في طرق خطرة سواء كانت بحرية أو برية أو جوية، هم الذين يفعلون كل شيء من أجل الوصول الى وجهتهم.
تقول الدكتورة شارلوت تايلو، ان هذه الصفة تشعرها بالراحة عندما يتم استخدامها. “طالب اللجوء هو الشخص الذي لم تبت السلطات في طلبه للحصول على صفة اللاجئ، وكل شخص يطلب اللجوء في بلد ما، فهو طالب لجوء”.
غير ان السياسيين و حتى وسائل الاعلام في الكثير من الدول يشككون وبشكل مثير للجدل بمصداقية بعض طلبات اللجوء.
“لقد صدمتني مقولة اللجوء الحقيقي وغير الحقيقي، قد يتم رفض بعض الطلبات لكن طلب اللجوء هو حقيقي بدون شك في كلتا الحالتين”، وفقا للدكتورة تايلو.
المصدر: bbc.com