تشير إحصاءات صادرة من شركة Bankomat AB إلى تراجع مقلق في استخدام النقود في السويد، مما يثير مخاوف كبيرة لدى المسؤولين في القطاع المالي. يقول يوهان نيلسون، مدير التسويق في الشركة: “أنا في حالة قلق شديد”.
على مدى السنوات الأخيرة، تراجع عدد السويديين الذين يستخدمون النقود في معاملاتهم اليومية، حيث تزايدت الأهمية الرقمية لوسائل الدفع. ومع ذلك، فقد شهدت البلاد زيادة في الطلب على النقود خلال الأوقات الصعبة، مثل غزو روسيا لأوكرانيا، حيث بدأ المزيد من الناس بالتحضير للأزمات واحتياجات الطوارئ.
تشير السلطات، بما في ذلك وكالة الحماية المدنية والاستعداد للمخاطر (MSB)، إلى أهمية الاحتفاظ بمبلغ كافٍ من النقود لتلبية احتياجات الأسرة في حالات الطوارئ. ولكن في الوقت نفسه، تحذر رiksbanken من أن تسارع التحول الرقمي في نظم الدفع يمكن أن يهدد إمكانية استخدام النقود كوسيلة دفع.
وتشير إحصاءات جديدة إلى أن متوسط سحب النقود لكل شخص في السويد بلغ 398 كرونة شهريًا خلال النصف الأول من عام 2024، بتراجع قدره 13% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. ويعبر نيلسون عن قلقه من أن هذا الانخفاض يؤدي إلى تراجع خدمات النقود من قبل الشركات الخاصة، مما يزيد من صعوبة استخدامها ويؤدي بدوره إلى انخفاض إضافي في الطلب.
ويوضح نيلسون: “التحول الرقمي في خدمات الدفع له فوائد عديدة، ولكن هناك حاجة كبيرة إلى النقود، خاصة من منظور الطوارئ”. ويشير إلى أن انخفاض مستوى الخدمات النقدية يجعل المجتمع أكثر عرضة للأزمات، ويؤكد على ضرورة اتخاذ الحكومة خطوات فورية لدعم هذا الجانب.
وفي سياق متصل، أظهرت دراسة حديثة أجرتها Demoskop بتكليف من Svensk Handel أن 91% من المتاجر السويدية لا تزال تقبل النقود كوسيلة دفع. يؤكد بينغت نيلرفال، خبير الدفع في Svensk Handel، على التزام التجارة بتلبية احتياجات العملاء المتعلقة بالنقود طالما استمرت هذه الطلبات.
في نهاية العام، سيقوم دينيس ديوكاريف، الذي عُين كمدير لتحقيق، بتقديم مقترحات تهدف إلى تعزيز نظام التعامل النقدي في السويد. يشدد نيلسون على ضرورة تعاون الدولة مع القطاع الخاص لتطوير نظام فعال يدعم استخدام النقود.
في ظل هذه التحديات، يظل السؤال معلقًا: هل ستتمكن السويد من الحفاظ على نظام نقدي قوي وسط التحول الرقمي السريع، أم أن النقود ستصبح شيئًا من الماضي؟
المصدر: nyheter24