الكرونة السويدية تحلق وسط سباق التسلح الأوروبي.. مكاسب اقتصادية غير متوقعة للمستهلكين!

الكرونة. العملة السويدية. Foto: Mostphotos

دال ميديا: تشهد العملة السويدية (الكرونة) انتعاشًا كبيرًا في الأسواق المالية، حيث حققت مكاسب قوية أمام كل من اليورو والدولار الأمريكي، وسط توقعات بمزيد من الارتفاعات خلال العام. ويرجع هذا التطور إلى خطط أوروبا الضخمة لتعزيز قطاع الدفاع والتسلح، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الاقتصاد السويدي، خصوصًا مع النمو القوي لصادرات الأسلحة المحلية، وفقا لقناة tv4.

طفرة في قيمة الكرونة.. ما الأسباب؟

منذ بداية العام، شهدت الكرونة تحسنًا تدريجيًا، لكنها سجلت قفزة ملحوظة يوم الاثنين، حيث تراجع سعر اليورو إلى 11.03 كرونة، بينما انخفض الدولار إلى 10.52 كرونة.

وفقًا لتحليل وكالة Bloomberg، فإن المستثمرين يرون في الكرونة فرصة استثمارية جذابة، بعد إعلان الاتحاد الأوروبي عن خطط لتعزيز إنفاقه العسكري بشكل هائل. ويرى خبراء الاقتصاد أن قطاع الدفاع السويدي سيكون من أكبر المستفيدين من هذه الاستثمارات.

يقول روبرت بيرغكفيست، كبير الاقتصاديين في SEB:
“لدينا صناعة دفاعية قوية، وعندما تنمو في السويد، فإنها تؤثر إيجابيًا على الاقتصاد بأكمله.”

سوق الأسلحة السويدية في صعود مستمر

تشير التقارير إلى أن صادرات الأسلحة السويدية نمت بنسبة 7% منذ عام 2020، لتصبح من بين أكبر المساهمين في الناتج المحلي الإجمالي في الغرب. ومع استمرار أوروبا في تعزيز قدراتها العسكرية، يتوقع الاقتصاديون أن تلعب الشركات السويدية، مثل ساب (SAAB)، دورًا رئيسيًا في تلبية الطلب المتزايد على المعدات العسكرية.

تأثيرات اقتصادية مباشرة على السويديين

ارتفاع قيمة الكرونة لا يقتصر فقط على الأسواق المالية، بل ينعكس أيضًا إيجابيًا على القوة الشرائية للمواطنين.

يؤكد بيرغكفيست أن الكرونة القوية تعني تخفيف الضغوط التضخمية، مما يؤدي إلى:
– انخفاض أسعار السلع المستوردة، بما في ذلك المواد الغذائية والوقود.
– تحسين القدرة الشرائية للمستهلكين، مما يعني توفير المزيد من الأموال في ميزانيات الأسر.
– سعر صرف أفضل عند السفر إلى الخارج، ما يجعل العطلات الصيفية أرخص للمواطنين السويديين.

هل تستمر هذه الطفرة؟ التحديات المحتملة

رغم التفاؤل الحذر، فإن هناك عدة مخاطر يمكن أن تعطل مسار تحسن الكرونة، من بينها:
– التوترات الأمنية العالمية، خصوصًا إذا تدهور الوضع الجيوسياسي في أوروبا.
– تصاعد الحروب التجارية، التي قد تؤثر على الصادرات السويدية.
– التباطؤ الاقتصادي في ألمانيا والولايات المتحدة، باعتبارهما من أهم الشركاء التجاريين للسويد.

يقول بيرغكفيست:
“هذه العوامل قد تغير قواعد اللعبة بسرعة، لكن الاتجاه العام يشير إلى أن الكرونة لديها فرصة قوية لمواصلة التحسن.”

هل تصبح الكرونا الملاذ الآمن الجديد؟

مع توقعات بمزيد من التعزيز في قيمتها بنسبة 2.5% أمام اليورو خلال العام، يبدو أن الكرونة السويدية تستعد لدخول مرحلة جديدة من الاستقرار والنمو.

لكن يبقى السؤال الأهم: هل يستطيع الاقتصاد السويدي الاستفادة من هذه المكاسب، أم أن التحديات العالمية ستعيد الكرونة إلى دوامة الضعف؟

المزيد من المواضيع