في تطور سياسي مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن قراره بعدم الترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في عام 2024. وجاء هذا الإعلان من خلال رسالة مفتوحة نشرها على منصة “X” (تويتر سابقًا)، حيث أوضح بايدن أن قراره اتخذ بناءً على مصلحة الحزب الديمقراطي والبلاد ككل. في رسالته، كتب بايدن: “أعتقد أن الوقت قد حان لأفسح المجال لقادة جدد ليواصلوا المسيرة. هذا القرار هو الأفضل لحزبي وبلادي.”
مع هذا التطور اللافت يستعد الحزب الديمقراطي للترتيب لاختيار مرشحه للرئاسة في مؤتمرهم الوطني المزمع إقامته في شيكاغو بين 19 و22 أغسطس. بينما كان المؤتمر يُفترض أن يكون تتويجًا للرئيس جو بايدن، تحول الآن إلى منافسة مفتوحة حيث سيختار ما يقرب من 4,700 مندوب مرشحًا جديدًا لمواجهة دونالد ترامب، بحسب ما نشرته مجلة “ميرور” البريطانية.
بايدن وفقدان السيطرة على المندوبين
فاز بايدن بجميع الانتخابات الأولية والمداولات الحزبية تقريبًا هذا العام، إلا أن حوالي 3,800 مندوب من مؤيديه أصبحوا الآن عملاء أحرار. ووفقًا لقواعد الحزب، لا يمكنه إجبارهم على دعم مرشح آخر، لكن تأييده لنائبته كامالا هاريس قد يكون له تأثير كبير.
مؤتمر الحزب: تحديات جديدة أمام هاريس
رغم أن المؤتمر يعتبر تقنيًا مفتوحًا، فإن تأييد بايدن يضع على عاتق هاريس مسؤولية تعزيز الدعم بين المندوبين الذين دعموا بايدن، إضافة إلى قادة الحزب وبعض المسؤولين المنتخبين والرؤساء ونواب الرؤساء السابقين.
إمكانية التحدي ضد كامالا هاريس
في الساعة الأولى بعد إعلان بايدن، بدا من غير المحتمل أن يتحدى أي شخص هاريس على الترشيح. قبل إعلان بايدن، طرحت أسماء مثل حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم وحاكمة ميشيغان غريتشن ويتمير كمرشحين محتملين بجانب هاريس. لكن دعم هاريس باعتبارها أول امرأة وأول امرأة سوداء وأول شخص من أصل جنوبي آسيوي يشغل منصبًا وطنيًا يجعل من الصعب على الحزب تجاهلها لمصلحة مرشح أبيض. يتعين على نيوسوم وويتمير التفكير فيما إذا كان يجب عليهما تحدي هاريس أو دعمها مع النظر إلى الترشح الرئاسي في المستقبل.
تأييد كلينتون وأوباما: الغموض والتوقعات
حظيت هاريس بدعم بايدن المبكر، وهو ما يمثل ميزة كبيرة للمرشحين. عندما أعلن كلينتون دعمهما لهاريس، بدا أن دعم أوباما سيكون الخطوة التالية الحاسمة. إلا أن تأييد أوباما لم يظهر بعد، مما يفتح المجال لاحتمال أن تكون ميشيل أوباما تفكر في الترشح.
ميشيل أوباما: ترشيح غير مؤكد؟
قال الرئيس السابق باراك أوباما في بيان: “سنواجه مياهًا غير ملاحية في الأيام القادمة، ولكن لدي ثقة استثنائية في أن قادة حزبنا سيتمكنون من خلق عملية تفضي إلى مرشح بارز.” وأضاف: “في الوقت الحالي، نريد أنا وميشيل أن نعبر عن امتناننا لجوي وجيل لقيادتهم الرائعة والشجاعة.”
الأمر الغامض هو أن غياب تأييد أوباما يفتح المجال لتكهنات حول ترشح ميشيل أوباما. رغم أن باراك أوباما سبق وأكد أن ميشيل لن تترشح، إلا أن هناك تقارير تشير إلى أن دونالد ترامب يعتبرها التهديد الأكبر له، بحسب ما ذكر السيناتور الجمهوري كيفن كريمر لمجلة نيويورك.
وفي استطلاع لآيبسوس هذا الشهر، كانت ميشيل أوباما المرشحة البديلة الوحيدة التي قد تتفوق على ترامب في مواجهة مباشرة، حيث حصلت على نسبة 50% مقارنة بـ 39% لترامب. بينما حصلت هاريس على 42% مقابل 43% لترامب، وحقق بايدن تعادلًا مع ترامب بنسبة 40%.