النقابات وأرباب العمل يدقون ناقوس الخطر: الاقتصاد السويدي بحاجة لتحفيز أكبر

البنك المركزي السويدي. Foto: Mattias de Frumerie

دال ميديا: في ظل أزمة اقتصادية معقدة تواجه السويد، تتفق النقابات العمالية في منظمة LO وأرباب العمل في منظمة Svenskt Näringsliv على ضرورة أن يقوم البنك المركزي السويدي (Riksbanken) بخفض إضافي لأسعار الفائدة، وذلك لمواجهة تراجع النمو الاقتصادي وارتفاع البطالة، إلى جانب تضخم منخفض لا يزال دون المستوى المستهدف.

رغم أن البنك المركزي يستعد للإعلان عن خفض متوقع في أسعار الفائدة خلال الأسبوع الجاري، فإن اقتصاديين بارزين يشيرون إلى أن هذا الإجراء وحده لن يكون كافيًا لمواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة.

توربيورن هالو، كبير الاقتصاديين في LO، يؤكد أن الوضع يتطلب تدخلًا أعمق من جانب البنك المركزي لدعم الاقتصاد المتباطئ. يقول هالو:
– “رغم أهمية خفض الفائدة الآن، إلا أننا بحاجة إلى خطوات إضافية قريبًا. التضخم أقل من الهدف المحدد، النمو الاقتصادي ضعيف، ومعدلات البطالة لا تزال مرتفعة.”


الاقتصاد السويدي تحت الضغط

تشير البيانات الاقتصادية الأخيرة إلى تباطؤ واضح في النمو الاقتصادي السويدي، حيث تعاني الشركات من ارتفاع تكاليف التمويل، بينما يواجه الأفراد ضغوطًا بسبب معدلات البطالة المرتفعة.

وبينما تظل أسعار الفائدة المنخفضة أداة رئيسية لدعم الاقتصاد، فإن البنك المركزي السويدي يبدو حذرًا في اتخاذ خطوات إضافية. البنك يخشى أن تؤدي تخفيضات الفائدة المتتالية إلى زيادة مستويات ديون الأسر، مما قد يهدد الاستقرار المالي على المدى الطويل.


توافق نادر بين الأطراف الاقتصادية

من اللافت أن يتفق LO وSvenskt Näringsliv، وهما من الأطراف التي غالبًا ما تختلف في القضايا الاقتصادية، على ضرورة اتخاذ البنك المركزي لإجراءات أكثر جرأة.
من جهة النقابات، يرون في خفض الفائدة وسيلة لتحفيز الاقتصاد وإيجاد فرص عمل جديدة.
أما أرباب العمل، فيرون أن خفض الفائدة ضروري لتحفيز الاستثمار ودعم الأعمال التي تعاني من ارتفاع تكاليف التمويل.


تحذيرات من الجمود

رغم التفاؤل بإمكانية خفض الفائدة، هناك تحذيرات من أن الإجراءات المتوقعة قد تكون غير كافية إذا لم تتبعها خطوات أخرى.
يقول الخبراء إن تركيز البنك المركزي على الحذر المفرط قد يؤخر التعافي الاقتصادي ويزيد الضغط على الفئات الأكثر تضررًا.


التحديات المقبلة

يبقى القرار بيد Riksbanken، حيث من المتوقع أن يتم الإعلان عن خفض الفائدة الأول خلال هذا الأسبوع. لكن التوقعات تشير إلى أن العيون ستظل متجهة إلى الخطوات المستقبلية للبنك، حيث يتعين عليه تحقيق توازن دقيق بين تحفيز الاقتصاد وتجنب المخاطر المالية المحتملة.

هل سيتخذ البنك المركزي الخطوات اللازمة لمواجهة التحديات الاقتصادية؟ الأيام المقبلة ستكشف لنا الإجابة.

المصدر: sverigesradio

المزيد من المواضيع