في حادثة غريبة ومأساوية، قام رجل نمساوي ببتر قضيبه بفأس بعد تناول جرعة كبيرة من الفطر السحري (السيلوسيبين)، ما سلط الضوء على المخاطر المحتملة لاستخدام هذا المخدر في ظروف غير خاضعة للرقابة. الحادثة، التي وقعت في النمسا، جاءت نتيجة تعاطي هذا المركب في بيئة غير خاضعة للإشراف الطبي، مما أدى إلى نتائج كارثية، بحسب تقرير نشره موقع “يورونيوز”.
وفقًا لتقرير نشر في مجلة “Mega Journal of Surgery”، قام الرجل بتخزين الشظايا المبتورة في جرة تحتوي على تربة وثلوج قذرة بعد البتر. وعندما تم نقله إلى المستشفى، تمكن الأطباء من إعادة ربط معظم الأجزاء المبتورة بنجاح، ولكن فقدان كمية كبيرة من الدم ومدة انتظار العلاج كانا من العوامل التي جعلت الأمر صعبًا للغاية.
قصة رجل واجه الظلام بعد جرعة مفرطة من الفطر السحري
الرجل، الذي يبلغ من العمر 37 عامًا، كان يعاني من تاريخ طويل من الاكتئاب والإدمان على الكحول. وخلال عطلة كان يقضيها بمفرده، تناول الرجل بين أربعة إلى خمسة أنواع من الفطر السحري المجفف، ما دفعه إلى بتر قضيبه إلى أربعة أجزاء باستخدام فأس في لحظة من الهلوسة الشديدة. وقال الرجل لاحقًا إنه لم يتذكر تفاصيل الحدث بوضوح، ما يعكس تأثير السيلوسيبين القوي على إدراكه وسلوكه في تلك اللحظة.
رغم الفوضى التي سببها الحادث، تمكن الأطباء من الحفاظ على جزء من الجذع وربطه مرة أخرى باستخدام تقنيات حديثة. وقد أظهرت التقارير الطبية أن العملية كانت ناجحة إلى حد كبير، حيث تعافى المريض جيدًا وأبلغ عن استعادة بعض وظائفه بعد أربعة أشهر، ولكن مع ذلك، كان من الضروري إزالة جزء من الطول الإجمالي للقضيب نتيجة الأضرار الكبيرة.
المخاطر النفسية المرتبطة بالسيلوسيبين
السيلوسيبين، المركب الفعال الموجود في الفطر السحري، يُعتبر مخدرًا طبيعيًا يتمتع بخصائص نفسية قادرة على تغيير إدراك الشخص للعالم من حوله. وبينما يُستخدم السيلوسيبين بشكل شائع لأغراض الترفيه، أصبح أيضًا موضوعًا هامًا في الأبحاث الطبية، حيث يُنظر إليه كعلاج محتمل لعدد من الحالات النفسية مثل القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
لكن هذه الحالة المأساوية تسلط الضوء على الجانب الآخر من القصة؛ الاستخدام غير المنضبط للسيلوسيبين، وخاصة خارج البيئات الخاضعة للرقابة، قد يؤدي إلى تأثيرات نفسية كارثية مثل الهلوسة والأفعال غير العقلانية التي قد تضر بالشخص نفسه.
استمرار الأبحاث الطبية رغم المخاطر
في الوقت الذي تبرز فيه مثل هذه الحوادث المخاطر المحتملة، لا يزال السيلوسيبين يُظهر فوائد علاجية واعدة في البيئات السريرية الخاضعة للرقابة. فقد وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة “Translational Psychiatry” أن السيلوسيبين يمكن أن يساعد في تحسين المزاج وتخفيف أنماط التفكير السلبية لدى مرضى الاكتئاب. كما أن هناك العديد من الدراسات الجارية في الاتحاد الأوروبي لاختبار فعالية هذا المركب في علاج الاضطرابات النفسية.
ومع ذلك، فإن الأبحاث تشير إلى أن المرضى الذين يتناولون جرعات عالية من السيلوسيبين قد يواجهون تجارب سلبية، مثل مشاعر الخوف والبارانويا، مما يجعل من الضروري اتخاذ الحيطة والحذر عند استخدام هذا المركب خارج المختبرات الطبية.
الدروس المستفادة من الحادثة
تُعد هذه الحادثة تحذيرًا من مخاطر استخدام الفطر السحري دون إشراف طبي، خاصة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية سابقة. توصي الدراسات بتوفير بيئة خاضعة للرقابة وإشراف طبي عند استخدام مثل هذه المواد لضمان السلامة ولتقليل احتمالية حدوث تجارب كارثية.
في نهاية المطاف، تُظهر هذه القصة الجانب المظلم لاستخدام العقاقير المخدرة خارج السياقات العلاجية الآمنة، وتدعو لمزيد من البحث والفهم لمثل هذه المواد قبل الترويج لاستخدامها كعلاجات نفسية.