دال ميديا: تواجه خطة الحكومة السويدية لتطبيق رسوم “الاستهلاك الذروي” على شبكات الكهرباء بحلول الأول من يناير 2027 انتقادات واسعة النطاق، مع مخاوف من تأثيرها الكبير على آلاف الأسر.
ما هي رسوم “الاستهلاك الذروي”؟
تُعرف رسوم “الاستهلاك الذروي” بأنها نموذج جديد للتسعير يعتمد على مستوى استهلاك الكهرباء خلال فترات الذروة. إذا تمكنت الأسر من توزيع استهلاكها واستخدام الكهرباء في أوقات الطلب المنخفض، فقد تقل التكلفة. ولكن بالنسبة للأسر التي تستهلك الكهرباء بكثافة خلال فترات الذروة، يمكن أن ترتفع فواتير الكهرباء بشكل كبير.
ستصبح جميع شركات شبكات الكهرباء في السويد ملزمة بتطبيق هذا النموذج بحلول يناير 2027.
انتقادات واسعة وتأثيرات على الأسر
أثار هذا النموذج الجديد غضب العديد من الأسر السويدية، خصوصًا مع التحديات التي تواجهها الأسر بالفعل بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.
انتقدت جمعية ملاك المنازل (Villaägarna) النموذج بشدة، مشيرة إلى أنه غير عملي ولا يأخذ بعين الاعتبار التحديات التي تواجه الأسر في تنظيم استهلاكها بشكل يومي.
جاء في بيان الجمعية:
“لا يمكن توقع أن يكون لدى الأسر المتوسطة سيطرة دائمة على استهلاكها للكهرباء. الحياة اليومية لا تعمل وفق قوانين الاقتصاد النظري. هذه الرسوم ستجعل الحياة أكثر صعوبة للكثيرين.”
شكاوى متزايدة من العملاء
وفقًا لـ مادلين هيرمانسون، المسؤولة عن شكاوى العملاء في هيئة تنظيم الطاقة، تلقت الهيئة عددًا كبيرًا من الشكاوى حول الرسوم الجديدة.
تقول هيرمانسون:
“نتلقى الكثير من المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني من أشخاص غاضبين ومضطربين. الوضع الحالي يجعل من الصعب أن تكون مستهلكًا للكهرباء.”
رد هيئة تنظيم الطاقة: تحسين الشبكة وتقليل التكاليف
دافعت هيئة تنظيم الطاقة عن الرسوم الجديدة، مشيرة إلى أن الهدف منها هو تقليل الاستهلاك خلال فترات الذروة وتحقيق استقرار في شبكة الكهرباء.
كتبت الهيئة على موقعها:
“من خلال تطبيق نموذج يعتمد على الاستهلاك الذروي، يمكن تحفيز المستخدمين على توزيع استخدامهم للكهرباء بشكل أفضل، مما يساعد في تجنب الضغط على الشبكة خلال ساعات الذروة مثل الصباح والمساء. هذا التوزيع سيؤدي إلى فوائد متعددة، منها تقليل تكاليف شبكات الكهرباء وتحسين الاستفادة من الشبكة الحالية.”
ما تأثير الرسوم على الحياة اليومية؟
- الأسر التي تستخدم الأجهزة الكهربائية بشكل مكثف خلال ساعات الذروة ستشهد زيادة في الفواتير.
- الحاجة إلى تغيير أنماط الاستخدام اليومي للكهرباء، مثل غسل الملابس أو الطهي في أوقات الطلب المنخفض.
التحديات والحلول
رغم فوائد الرسوم الجديدة، إلا أن الأسر السويدية تعاني من صعوبة التكيف مع نظام يعتمد على إدارة دقيقة للاستهلاك. تطالب منظمات مثل Villaägarna بمراجعة النموذج لجعله أكثر عدالة.
يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه الرسوم إلى تحسين شبكة الكهرباء وتخفيض التكاليف على المدى الطويل، أم ستضيف عبئًا إضافيًا على الأسر السويدية؟
المصدر: nyheter24