دال ميديا: فوجئ السوريون صباح الثلاثاء بانقطاع شامل ومفاجئ في خدمة الإنترنت، شمل معظم المحافظات، دون صدور أي تعليق رسمي من الجهات المعنية حتى لحظة إعداد هذا الخبر.
ورغم غياب التوضيحات، فإن تقارير موثوقة من منظمة NetBlocks الدولية، المختصة بمراقبة الإنترنت حول العالم، أكدت عبر منصّة “إكس” (تويتر سابقاً) أن سوريا تعرضت لانقطاع واسع في الشبكة، وصفته بـ”الشامل”، حيث أظهرت بيانات المراقبة توقف الخدمة في عموم البلاد.
لا رد من الحكومة… ومخاوف شعبية تتصاعد
حتى الآن، لم تصدر وزارة الاتصالات في الحكومة السورية أي بيان يوضح أسباب الانقطاع أو المدة المتوقعة لإعادة الخدمة. هذا الصمت الرسمي أثار تساؤلات واسعة، خاصة مع تكرار مثل هذه الانقطاعات خلال الأشهر الماضية، في وقت تشهد فيه البلاد تدهوراً واضحاً في خدمات الاتصالات.
ونقل تلفزيون سوريا عن ناشطين محليين أن الانقطاع شمل مدناً رئيسية عدة، بما في ذلك دمشق، حلب، حمص، واللاذقية، مشيرين إلى أن شبكات الاتصالات الأرضية والمحمولة تأثرت أيضاً بشكل جزئي.
وعود رسمية سابقة… ومخاوف من عودة “الظلام الرقمي”
يأتي هذا الانقطاع في وقت كانت فيه وزارة الاتصالات قد أعلنت مطلع مارس الجاري عن خطط جديدة لتحسين البنية التحتية للاتصالاتوتعزيز جودة الخدمات، وهو ما يزيد من استياء السوريين الذين يرون أن الواقع يتجه بعكس التصريحات.
وفي ظل الأعطال المتكررة، لجأ عدد متزايد من السكان، لا سيما في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، إلى استخدام شبكات الإنترنت الفضائي مثل “ستارلينك” لتجاوز الأعطال والانقطاعات، خصوصاً منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي.
ويبقى الانقطاع الأخير مؤشراً على هشاشة البنية الرقمية في البلاد، وسط مخاوف متصاعدة من أن يصبح “الظلام الرقمي” وسيلة جديدة للسيطرة أو العزل المعلوماتي في بلد لا يزال يعاني من أزمات متشابكة على مختلف الصعد.
