بسام الشلح: احد ضحايا مجزرة أوريبرو .. القهوة الأخيرة والموعد الذي لم يتحقق

بسام الشلح، احد ضحايا مجزرة أوريبرو. TT. SVT

دال ميديا: في لحظة غير متوقعة، انقلبت حياة عائلة بسام الشلح رأسًا على عقب، بعد أن كان يسعى لتحقيق حلم الاندماج في المجتمع السويدي، ليتحول يومه الدراسي العادي إلى مأساة أبدية.

خبازٌ لم يعد إلى مخبزه.. ذكرى باقية في كل زاوية

بسام الشلح، أب لطفلين، كان يعمل كخباز وطاهٍ، ويحرص على تحسين لغته السويدية من خلال دراسته في مدرسة تعليم اللغة للمهاجرين (SFI). صباح الثلاثاء، وقبل توجهه إلى المدرسة، زار مكان عمله المعتاد، تناول قهوته مع زملائه، ووعدهم بالعودة بعد انتهاء درسه.

لكن الموعد الذي ضربه بسام مع زملائه لم يتحقق أبدًا.

يقول زميله بيير الحاج، الذي ما زال يعاني من وقع الصدمة:
“كما ترون، مكانه ما زال فارغًا.. لا أحد يستطيع ملء فراغه.”

الخبز ما زال في الأفران.. لكن صانعه رحل

داخل المخبز، لا تزال المعجنات التي صنعها باسام معروضة على الرفوف، في حين يعلق مئزره الأبيض على أحد الأفران، شاهدًا على الأيام التي كان فيها المكان يعج بروحه المرحة وضحكاته المليئة بالحياة.

يضيف بيير:
“العملاء يأتون ويسألون عنه.. وعندما يسمعون الخبر، يفقدون شهيتهم تمامًا. إنه أمر مؤلم.”

رحيل مفاجئ.. وموعد لم يتحقق

في صباح ذلك اليوم، قال بسام قبل مغادرته المخبز:
“سأعود في الساعة 12 أو 12:30.”

لكن بدلاً من عودته، جاء الخبر المفجع: بسام لم ينجُ من الهجوم المسلح على المدرسة. بقيت سيارته مركونة أمام المبنى، لكنه لم يعد أبدًا ليأخذها.

وداعًا لرجل لم يعرف إلا الطيبة

بالنسبة لزملائه وأصدقائه، لم يكن باسام مجرد طاهٍ أو خباز، بل كان روح المكان. كان معروفًا بخفة دمه، وموهبته في إعداد الفطائر والمعجنات، وحبه لمشاركة فيديوهاته على تيك توك التي جذبت العديد من الزبائن إلى المخبز.

يقول بيير متأثرًا:
“كان شخصًا طيبًا للغاية.. كان موهوبًا.. لا أحد يمكنه تعويضه.”

خسارة لا تعوض.. وحزن يعم الجميع

في يومه الأخير، لم يكن بسام يعلم أن رحلته ستنتهي بهذه الطريقة. ترك وراءه عائلة مفجوعة، وزملاء عمل فقدوا ضحكته، وزبائن افتقدوا نكهة معجناته المميزة.

في لحظة واحدة، توقفت يداه عن صناعة الخبز، لكن ذكراه ستبقى محفورة في قلوب كل من عرفه.

المصدر: svt

المزيد من المواضيع