تشهد السويد حاليًا تحولًا كبيرًا في صناعة الوقود، حيث تستعد لإغلاق صفحة طويلة من تاريخها مع العلامة التجارية الشهيرة Shell، التي ستختفي من الطرقات السويدية بعد أكثر من 100 عام من الخدمة. هذا التغيير يسلط الضوء على التحولات الكبيرة التي شهدتها محطات الوقود في البلاد خلال العقود الأخيرة، حيث انخفضت أعدادها بشكل ملحوظ مقارنة بما كانت عليه في السابق، وفق ما جاء في تقرير نشره موقع nyheter24.
انخفاض أعداد محطات الوقود في السويد: من 9,000 إلى 2,641 محطة
في عام 1968، كانت هناك حوالي 9,000 محطة وقود منتشرة في مختلف أنحاء السويد. ومع مرور الوقت، ونتيجة للتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية وزيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية، انخفض عدد محطات الوقود بشكل ملحوظ ليصل في 2023 إلى 2,641 محطة فقط تابعة لمنظمة Drivkraft Sverige، بالإضافة إلى حوالي 500 محطة صغيرة مستقلة.
هذا التراجع في عدد المحطات يعكس تحول السوق وتوجهه نحو تقنيات وأنواع جديدة من الوقود، بما في ذلك الوقود البديل والكهرباء. ومع ذلك، تبقى محطات الوقود جزءًا أساسيًا من البنية التحتية للنقل في البلاد.
تحولات في سوق الوقود: Shell تودع السويد بحلول 2025
وفقًا لتقرير صادر عن Carup، سيتم إغلاق جميع محطات Shell في السويد بحلول ديسمبر 2025، حيث ستتم إعادة تسميتها جميعًا وتحويلها إلى محطات تحمل علامة St1 التجارية. تأتي هذه الخطوة بعد 14 عامًا من انضمام Shell إلى نفس الشركة الأم التي تدير St1.
وأكد فايصل أوهيد، المتحدث الرسمي لشركة St1 Sverige، أن جميع محطات Shell في السويد ستخضع لإعادة التسمية واللافتات في موعد أقصاه نهاية 2025. وأضاف أنه على الرغم من هذا التحول، فإن الموظفين العاملين في المحطات لن يتأثروا بالتغيير، حيث لن يتم الاستغناء عن أي من الموظفين.
وقال أوهيد في تصريحاته: “المحطات ستستمر في تقديم خدمات الوقود بنفس الكفاءة والجودة، ولن يتأثر الموظفون بهذا التحول. إننا ببساطة نقوم بتغيير العلامة التجارية وليس بإجراء أي تغييرات جوهرية في البنية التحتية أو العمليات التشغيلية”.
تاريخ Shell في السويد: 100 عام من الخدمة
تم تأسيس Shell في السويد في عام 1912، واعتُبرت لعقود واحدة من العلامات التجارية الرائدة في مجال الوقود في البلاد. ظلت Shell رمزًا للمحطات الكلاسيكية في السويد بفضل شعار الصدفة الشهير الذي كان جزءًا لا يتجزأ من الهوية البصرية للشركة.
لكن مع تغير الظروف الاقتصادية وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة البديلة، بدأت Shell في تخفيف وجودها تدريجيًا في السوق السويدية. ومع عملية إعادة التسمية الحالية، ستنتهي رسميًا حقبة طويلة من وجود Shell في السويد.
أثر التغيير على المستخدمين: استمرارية في الخدمة مع تغيير في العلامة التجارية
بالنسبة للمستخدمين العاديين، لا يتوقع أن يكون لهذا التحول تأثير كبير على توافر الوقود أو الخدمات المقدمة في المحطات. إذ ستحل St1 محل Shell في نفس المواقع وستظل توفر نفس نوعية الوقود والخدمات، بما في ذلك البنزين، الديزل، والزيوت.
وأكدت St1 أن هذه الخطوة تهدف إلى توحيد العلامة التجارية وتحسين تجربة العملاء دون التأثير على الأسعار أو الخدمات المقدمة.
التغيرات في أسعار الوقود في السويد
شهدت أسعار الوقود في السويد تقلبات كبيرة في السنوات الأخيرة. ففي سبتمبر 2024، سجلت محطة Ingo في لاندسكرونا أدنى سعر للبنزين (15.93 كرونة للتر)، بينما كانت أسعار البنزين في محطة أخرى لنفس العلامة التجارية في هؤر أعلى بقليل، حيث بلغت 16.09 كرونة للتر.
الزيادة في تقلبات الأسعار تعكس تأثيرات السوق العالمية والعوامل المحلية على تكاليف الإنتاج والنقل. ومع تزايد التحول نحو السيارات الكهربائية ومصادر الطاقة المتجددة، يتوقع أن تشهد صناعة الوقود التقليدية تغيرات جذرية في المستقبل القريب.
نهاية حقبة Shell في السويد وبداية فصل جديد
يمثل هذا التحول نهاية حقبة تاريخية لعلامة Shell في السويد. ورغم ذلك، فإن إعادة التسمية إلى St1 لا يعني تقليص الخدمات أو عدد المحطات، بل هو جزء من استراتيجية توحيد العلامة التجارية في جميع أنحاء البلاد.
ستظل المحطات تقدم خدماتها العادية للمستهلكين، لكن من المؤكد أن هذا التحول سيثير الحنين لدى الكثيرين ممن اعتادوا على رؤية شعار الصدفة الشهير على الطرق السويدية لعقود طويلة.
المصدر: nyheter24