دال ميديا: في جرمانا، المنطقة التي لم تعرف الهدوء منذ فجر الثلاثاء، جلس ممثلو الدروز والحكومة السورية حول طاولة واحدة، بعد اشتباكات دامية أزهقت أرواح 14 شخصًا وتركت شوارع المدينة تتحدث عن الطائفية بصوت مرتفع.
النتيجة؟
اتفاق مكتوب بخط اليد — وكأن السرعة أهم من البروتوكول — ينص على:
-
محاسبة المتورطين في الهجوم الأخير
-
الحد من التجييش الطائفي والمناطقي
ربيع منذر، أحد ممثلي مجموعة العمل الأهلي في جرمانا، أكد لوكالة فرانس برس أن الأطراف توصلت لهذا الاتفاق في اجتماع وصفه الكثيرون بأنه “الفرصة الأخيرة لتفادي الأسوأ”.
الزعيم الديني يتدخل… بلغة العقل لا السلاح
لم يتأخر الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، عن إبداء موقفه، إذ دان بشدة في تسجيل مصوّر الهجوم على المدنيين، داعيًا إلى عدالة انتقالية حقيقية ومحاسبة بلا انتقام.
قالها صراحة:
“الاعتداءات المقيتة لا تهدف إلا إلى شق الصف ونشر الفتنة والإرهاب والعنف.”
في وقت كانت فيه البنادق تتحدث، قرر الحكماء أن يعودوا للكلمات.
الحصيلة… ثقيلة
المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 14 شخصاً:
-
7 من أبناء الطائفة الدرزية.
-
7 من قوات الأمن والقوات الرديفة.
الاشتباكات، التي غذتها شرارة تسجيل صوتي مسيء تم تداوله عبر وسائل التواصل، سرعان ما تحولت إلى معركة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة داخل الأحياء.
هل تكون بداية لسلام طويل؟
الاتفاق بحد ذاته خطوة إيجابية، ولكن تجربة السنوات السابقة تقول إن السلام في سوريا غالبًا ما يحتاج أكثر من توقيع بخط اليد، وربما أكثر من نيات طيبة عابرة.
العيون الآن على جرمانا… إما أن تعلّمنا أن الانفجار لا مفر منه، أو أن العودة للعقل ما زالت ممكنة.