بعد سنوات من نصائح ’التنحيف‘ وتجاهل الأعراض: امرأة سويدية تكتشف ورمًا عملاقًا في بطنها

ورم بحجم طفل عمره عامان. vetlandaposten

دال ميديا: لأعوام طويلة، كانت “إيفا” — اسم مستعار — تعاني من آلام في البطن، ومشكلات في الظهر، وضغط على المثانة، جعلت حياتها اليومية مليئة بالإحراج والمعاناة. ومع كل زيارة لها إلى مراكز الرعاية الصحية، كان الجواب واحدًا: “خفّضي وزنك، وستتحسن حالتك”.

لكن الحقيقة كانت أكثر تعقيدًا ووجعًا.

إيفا، وهي امرأة في العقد السادس من العمر وتعيش حياة نشطة، لاحظت في السنوات الأخيرة ازديادًا في حجم بطنها، يصاحبه ألم مستمر وصعوبات في السيطرة على المثانة. كانت تضطر لتحريك ظهرها بطريقة معينة قبل الوقوف حتى لا تفقد السيطرة على البول، وهو ما وصفته بأنه “موقف محرج لا يمكن وصفه”.

ورغم تكرار شكاواها، لم تُجر لها أي فحوصات حقيقية. في كل مرة، كانت تُنصح بخفض وزنها، حتى بعد تغييرها لعدة مراكز صحية. وفي إحدى المرات، تم إحالتها إلى جلسات علاج جماعي لفقدان الوزن، حيث جلست تستمع إلى نصائح حول استبدال رقائق البطاطا بالفيشار، رغم أنها لم تعانِ قط من سمنة مفرطة.

“كنت أزن 83 كغ فقط في أقصى حالاتي، حتى خلال الحمل. لم أفهم لماذا هذه الهوس بوزني”، تقول إيفا لصحيفة Vetlanda-Posten.

“كنت يائسة… ولم أعد أحتمل”

مع مرور الوقت، بدأت حالتها النفسية تتدهور إلى جانب الآلام الجسدية. وحين زارت مركزًا صحيًا جديدًا في يناير 2024، جرى تدوين معاناتها في سجل طبي، لكنها لم تُعامل بجدية. والأسوأ من ذلك، أن بعض الأطباء اقترحوا عليها جلسات علاج نفسي لمشاكل الأكل بدلًا من فحص أعراضها العضوية.

في النهاية، وبسبب الإحباط الشديد، لجأت إيفا إلى عيادة خاصة دفعت لها مبلغ 82 ألف كرونة سويدية لإجراء جراحة تُساعدها على فقدان الوزن. ولكن المفاجأة كانت عند دخول الطبيب إلى البطن، حيث صُدم بما رآه، فتوقفت العملية فورًا.

“قال لي الطبيب إنه اصطدم بشيء يشبه الستارة داخل البطن. لم يعرف ما هو، وتوقّف على الفور”، تروي إيفا.

بعد تلك الحادثة، أُجريت لها فحوصات دقيقة، واكتُشف أن هناك ورمًا ضخمًا يبلغ وزنه 8.5 كيلوغرام يملأ تجويف بطنها، ويدفع بالأمعاء كلها إلى جانب واحد، مسببًا ضغطًا على العمود الفقري والمثانة.

لحسن الحظ، كان الورم حميدًا، وأُزيل جراحيًا في أغسطس من العام نفسه. ومع استعادة صحتها تدريجيًا، بدأت إيفا في التحرك قانونيًا. فقد قدمت بلاغًا إلى لجنة شكاوى المرضى ضد المركز الصحي الثالث الذي راجعته، كما تم إبلاغ هيئة الرقابة على الرعاية الصحية (Ivo)بموجب قانون “ليكس ماريا”، والتحقيق جارٍ حاليًا من قبل منطقة يونشوبينغ.

“أروي قصتي حتى نُصبح أكثر وعيًا، وخاصة النساء”، تقول إيفا. “رغم أننا في عام 2025، إلا أنني مقتنعة بأن طريقة التعامل معي كانت ستختلف لو كنتُ رجلًا.”

المزيد من المواضيع