واشنطن، الولايات المتحدة – خلال 48 ساعة فقط من إعلان فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية، بدأت المؤسسات الطبية والمنظمات المعنية بالصحة الإنجابية في البلاد تلاحظ ارتفاعًا كبيرًا في الطلب على حبوب الإجهاض والأدوية التحويلية، حيث يشعر الكثيرون بالقلق من احتمال فرض قيود صارمة على هذه الأدوية في المستقبل القريب، بحسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
تقول ريبيكا غومبيرتس، مؤسسة منظمة “Aid Access”، وهي من أبرز المزودين لحبوب الإجهاض عبر البريد في الولايات المتحدة والعالم: “لم نشهد طلبًا كهذا من قبل.” وأشارت إلى أن منظمتها استقبلت أكثر من 5,000 طلب للحصول على حبوب الإجهاض في أقل من 12 ساعة فقط بعد إعلان نتائج الانتخابات. وتعمل المنظمة، التي تتخذ من أوروبا مقرًا لها، على توفير حبوب الإجهاض للأشخاص في الولايات المتحدة من خلال البريد، حيث تلبي حوالي 9,000 طلب شهريًا في الأوضاع العادية.
زيادة كبيرة في طلبات الأدوية التحويلية وخدمات منع الحمل
وبجانب الطلب على حبوب الإجهاض، شهدت الأدوية التحويلية المستخدمة من قبل مجتمع المتحولين جنسياً طلبًا متزايدًا، وسط مخاوف من إمكانية تقييد هذه العلاجات. وتفيد الصحيفة البريطانية، بأن مقدمي خدمات الصحة الإنجابية والمتحولين جنسياً تلقوا سيلاً من الاستفسارات حول الخدمات التي يُخشى أن تصبح محظورة، مما يعكس قلقًا حقيقيًا من تهديدات قد تمس حقوق الرعاية الصحية لهذه الفئات.
من جهتها، أشارت خدمة الصحة الرقمية “Wisp” إلى زيادة بنسبة 300% في طلبات وسائل منع الحمل الطارئة، وهي خدمة تعتمد على توفير أدوية منع الحمل فورياً للحد من حالات الحمل غير المرغوب. أما “Plan C”، المزود الآخر لحبوب الإجهاض، فقد أفادت بارتفاع حركة المرور على موقعها الإلكتروني بنسبة 625%، مما يعكس تزايد الخوف من الإجراءات المرتقبة التي قد تؤدي إلى “تقييد الوصول إلى الرعاية الإنجابية”.
“نهاية العالم الإنجابية”: المخاوف من رئاسة ترامب تثير القلق في المجتمع
ووصفت إليسا ويلز، مؤسسة شركة “Plan C”، الوضع بأنه “نهاية العالم الإنجابية” المحتملة، مشيرة إلى أن “الأفراد في الولايات المتحدة يسعون للاستعداد لمواجهة التحديات المستقبلية في ظل إدارة ترامب الجديدة”. وتشير ويلز إلى أن القلق يتزايد بين النساء ومجتمع المتحولين جنسياً الذين يرون في القيود المحتملة تهديدًا لحقوقهم الصحية الأساسية.
آفاق الرعاية الصحية الإنجابية في عهد ترامب
تأتي هذه الزيادة في الطلب على حبوب الإجهاض والأدوية التحويلية وسط ترقب واسع لسياسات ترامب المحتملة بشأن قضايا الصحة الإنجابية. وتتركز المخاوف حول إمكانية إلغاء بعض التشريعات أو فرض قيود جديدة تحد من الوصول إلى هذه الأدوية، حيث كان ترامب قد أبدى في السابق موقفًا واضحًا بمعارضته لحقوق الإجهاض ودعمه لتشديد اللوائح المتعلقة بالعلاجات التحويلية.
وبينما يتزايد القلق في الولايات المتحدة، يؤكد العديد من المدافعين عن حقوق الصحة الإنجابية أن الضغط الحالي قد يدفع المزيد من المنظمات إلى العمل على توسيع نطاق الخدمات الصحية للنساء والمجتمع المتحولين جنسياً، للتعامل مع أي قيود محتملة في المستقبل.