في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت الحكومة السويدية التي يقودها أحزاب اليمين عن برنامج العودة الطوعية للمهاجرين، والذي يتضمن تقديم منحة مالية كبيرة قدرها 350,000 كرونة سويدية لكل شخص يختار العودة إلى وطنه. هذا القرار، الذي تم الإعلان عنه يوم الخميس 12 سبتمبر 2024، يأتي كجزء من مشروع الميزانية المقرر تقديمه بالكامل الأسبوع المقبل.
تفاصيل البرنامج والتكلفة المحتملة
وفقًا لما أعلنه لودفيك أسبلينج من حزب ديمقراطي السويد، سيتم زيادة المنحة اعتبارًا من عام 2026. البرنامج يهدف إلى تقديم حوافز مالية للمهاجرين، بما في ذلك حاملي الإقامات المؤقتة والدائمة (لجوء) وإقامات لم الشمل، وحتى حاملي الجنسية السويدية. كما يهدف إلى تخفيف عدد المهاجرين العاطلين عن العمل والذين يواجهون صعوبات في الاندماج.
تم تخصيص 1.4 مليار كرونة سويدية لهذه المنحة. إذا قرر جميع الأفراد المؤهلين قبول العرض، فإن التكلفة الإجمالية ستكون ضخمة. لنقم بتحليل الرقم بناءً على البيانات المتاحة:
العدد المحتمل للأفراد
- اللاجئون والمهاجرون: حوالي 2 مليون شخص.
- المجنسون: نحو 1.6 مليون شخص، حيث يُقدَّر أن نصفهم قد يكونون مهتمين بالمنحة (800,000 شخص).
إجمالي العدد المحتمل: 2 مليون (لاجئون ومهاجرون) + 800,000 (مجنسون) = 2.8 مليون شخص.
التكلفة الإجمالية للمنحة
إذا كانت المنحة لكل شخص هي 350,000 كرونة سويدية:
التكلفة الإجمالية=2.8 مليون شخص×350,000 كرونةالتكلفة الإجمالية=2.8 مليون شخص×350,000 كرونة
التكلفة الإجمالية=980 مليار كرونة سويديةالتكلفة الإجمالية=980 مليار كرونة سويدية
التداعيات المحتملة لمغادرة هذا العدد الكبير
1. التأثير الاقتصادي:
- نقص العمالة: مغادرة عدد كبير من السكان ستؤدي إلى نقص حاد في العمالة في قطاعات مختلفة، مما قد يؤثر على النمو الاقتصادي.
- الإنفاق الضريبي: انخفاض عدد السكان العاملين سيؤدي إلى تقليص الإيرادات الضريبية، مما يؤثر على تمويل الخدمات العامة.
- التكاليف الحكومية: في حين قد تنخفض بعض أوجه الإنفاق المرتبطة بالمهاجرين، فإن التكاليف الكبيرة الناتجة عن المنحة قد تؤثر بشكل كبير على الميزانية الوطنية.
2. التأثير الاجتماعي:
- التنوع الثقافي: فقدان مجموعة كبيرة من السكان سيؤدي إلى تقليل التنوع الثقافي والاجتماعي في السويد، مما قد يؤثر على البيئة الاجتماعية.
- الخدمات الاجتماعية: قد يتأثر تقديم الخدمات مثل التعليم والرعاية الصحية، حيث تشكل هذه الفئات جزءًا كبيرًا من المستفيدين.
3. التأثير السياسي:
- الآراء العامة: قد تثير هذه الخطوة تباينًا في الرأي العام حول سياسات الهجرة والاندماج، وقد تؤدي إلى تصاعد النقاش حول كيفية معالجة قضايا الهجرة.
- العلاقات الدولية: يمكن أن تؤثر هذه السياسة على العلاقات بين السويد والدول المصدرة للمهاجرين، وقد تؤدي إلى تصعيد التوترات الدبلوماسية.
4. التحذيرات والتوصيات:
أوصت دراسة حكومية أجريت في أغسطس بعدم زيادة المنحة، حيث اعتبر المستشار أن ذلك قد يرسل إشارة سلبية بأن هؤلاء الأفراد غير مرغوب بهم في السويد، مما قد يؤثر على رغبتهم في الاندماج. كما أشار إلى أن الزيادة الكبيرة في المنحة قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية غير مقصودة.
خلاصة
قرار الحكومة السويدية بزيادة منحة العودة الطوعية يعتبر خطوة جريئة قد تحمل آثارًا اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة. بينما يهدف البرنامج إلى تقديم حوافز للمغادرة، فإن التحديات المرتبطة بتنفيذ هذا القرار وتداعياته الواسعة تستدعي تقييمًا دقيقًا واستراتيجيات للتخفيف من أي آثار سلبية محتملة.